الكاتب: خالد السباتين
خرجت الفرق العربية المشاركة في بطولة كأس العالم مبكراً ولم تحجز لنفسها مقاعد للعب في الدور القادم بل حجزت لنفسها مقاعد في الطائرات للعودة الى بلدانها خالية الوفاض، أما عن فريق البيت الأبيض الذي بدأ يلعب مبارياته في الوطن العربي ليحرز هدف على حساب القضية الفلسطينية لتمرير صفقة القرن بينما العالم العربي منشغل في تصفيات كأس العالم ومتابعة مبارياته في حين أن أميركا واسرائيل وفريقهم المبتعث للشرق الأوسط منشغلون في كيفية تصفية القضية الفلسطينية وكيفية تمرير صفقة القرن وإحراز هدف في الشباك الفلسطينية عن طريق العواصم العربية، فمنذ عدة أيام بدأت العواصم العربية تتحرك وبدأت تستقبل الوفود منها الأمريكية ومنها الإسرائيلية ليروّجوا لهذه البضاعة الفاسدة ولهذه الصفقة التي لم تلق رواجاً عند بعض العواصم العربية ولا حتى عند بعض الشعوب العربية التي ما زالت تعني لها فلسطين والمقدسات الإسلامية الشيء الكثير والتي ما زالت تؤمن بالحق الأصيل للمهجرين من أهلها الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات اللجوء الى يومنا هذا والذي لن يسقط حقهم بالتقادم.
إستقبل الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى الأخير بدوره ليظهر للعالم أن العلاقات العربية الإسرائيلية عادت الى مجاريها خصوصاً مع الاردن بعد قطيعة دامت لسنتين تقريباً بعد حادثة السفارة، ويحاول نتنياهو أن يطمأن الأردن أنه لن يكون هناك تغيير على الوضع القائم للمدينة المقدسة، لكن نتنياهو استمع الى رد الأردن واستمع الى الموقف الرسمي الثابت تجاه القضية الفلسطينية أن أي حل لا يتضمن مبدأ حل الدولتين تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك سلام في الإقليم ككل، فالقدس هي مفتاح السلم والحرب في المنطقة وليس هناك متسع لصفقات فارغة المضمون ومنزوع منها أصل الصراع وجوهره وهي القدس وقضايا الحل النهائي.
يسعى فريق ترامب كوشنير وجرينبلات ونتنياهو أيضاً لتمرير هذه الصفقة بغطاء إنساني وتحويل القضية من القدس الى غزة ومن عاصمة الدولة الى مساعدات إنسانية هي حق للأهل في غزة وواجب على المنظمات الدولية والحقوقية أن تعمل على رفع الحصار عن غزة وتأمين الحماية للمدنيين في القطاع ضد آلة القتل والبطش الإسرائيلية، فأنا لا أدري كيف يتحدث نتنياهو وترامب عن الإنسانية وهو يقتل أطفال غزة ورجالها ونساءها، يتحدثون عن الإنسانية وهو يحاصر غزة لأكثر من إحدى عشر عاماً، يتحدثون عن الإنسانية وهم يمطرون غزة بالصواريخ صباح مساء، يتحدثون عن الإنسانية ويوقفون دعمهم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، يتحدثون عن الإنسانية وينسحبون من منظمة حقوق الإنسان دفاعاً عن اسرائيل، نعم على العالم ان يدرك ان في غزة شعب محاصر وشعب يقبع تحت الظلم وبطش الإحتلال لكن لن تكون غزة هي ممر صفقة القرن والطريق المنير لها.
أما عن دول الخليج والتي زارها فريق ترامب ضمن جولته وهي السعودية وقطر والتي يسعى الأمريكان من تلك الجولة تحميل العرب مسؤولية دمار غزة ونفقات اعادة اعمارها وضخ المليارات واستثمار المشاريع فيها بدلاً من تحميل اسرائيل مسؤولية كل حجر هدم في غزة، فكل ما يسعى له هذا الفريق لتمرير صفقتهم لا يعفي اسرائيل من جرائمها، فالمطلوب من تلك الدول العربية أن ترفض أي صفقة علناً وليس بالسر مهما تعرضت للضغوطات وعدم القبول بأي نوع من أنواع المقايضات في الغرف المغلقة فدولة دون القدس ودون الاعتراف بحق اللاجئين لن يقبل الفلسطينيون بأقل من ذلك حتى وإن سقطت السماء على الأرض.
سوف ننتظر في الأيام القليلة القادمة انتهاء جولة فريق البيت الأبيص ونعرف فيما إذا كانوا سيلعبون النهائي في القدس على حساب القضية الفلسطينية والعرب أم أن دفاعات الدول العربية ستمنعهم من تسجيل تلك الأهداف والوصول الى صفقتهم وسيواصلون اللعب بشراسة ليحافظوا على القدس وعلى حقوق الشعب الفلسطيني وإغلاق الطريق أمام كل من يحاول العبث بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتحشيد الموقف الدولي لوضع جدول زمني لإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، نعم لقد خسرت الفرق العربية في بطولة كأس العالم لكن المطلوب منها أن لا تخسر في القدس أبداً.