بقلم: أحمد قنن
في حال فكّر الشباب في قطاع غزة ولو لوهلة بالهجرة، التي أعتبرها "قسرية" بحكم القيود المفروضة منذ 11 سنة على التوالي سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو من قبل ذاتنا "مع فائق أسفي وسخطي أننا نحاصر ذاتنا"، يوجه لهم البعض نقدًا لاذعًا مفاده بأن الوطن أولى بأن يحتضنك، علمًا بأن أدنى مقومات العيش فيه باتت معدومة.. أتريد قتلي هنا ؟
"الأب الروحي للعالم.. أميركا" حجّم قدرات الشباب، والتي باتت قاب قوسين أو أدنى أما الأول فحدوده الهجرة والثاني كامن بالموت البطيء الذي أوشكنا على وصول ذروته! رغبة منه بتمرير "صفقة القرن" التي شارفنا على الوصول لذروتها.
الشباب وطاقات المجتمع الكامنة باتت أداة تراوغ فيها الأحزاب ذات الأجندة الخاصة، فإلى متى سيبقى الشاب اليافع النافع رهينة قيد الاعتقال مكبلا بقيود الانتماء أو اللا إنتماء لحزب مسيس كل همه ترسيخ فكرة الحزب وتعزيزها بين أوساط المجتمع وتشويه الفكرة المضادة التي ينسبها الحزب الراكد على ضفة النهر من الناحية الأخرى لكينونته ؟!
في الآونة الأخيرة كشوفات المسافرين عبر معبر رفح البري جنوب القطاع، كانت مكتظة بالطاقات الإبداعية الخارقة فتنوعت أرقامهم ما بين طبيب ومهندس وأستاذ أو حتى صحفي أو أي خريج ينتمي لأي كلية أخرى، أوليس من الأجدر أن يُستغل هذا الكادر البشري في موطنه الأم
عزيزي خليفة الله في الأرض أيها الإنسان؛ خذ نفسا عميقا وارمق الواقع بالآونة الأخيرة نظرة قلبية عقلية لا بصرية وبعدها اصمت بعمق ثم فكر وفكر وفكر تارة أخرى وأدعوك ألا تلحد بأي فكرة فكلنا على صواب في حال فكرنا ولو للحظة كإنسان، فالأجدر بك أن تقم وتقاتل ولا تأبه لملامح الأرق البغيض واجعل منها سراجا ينير لك الطريق حتّى ولو كنت على أرض صحراء قاحلة، فحدثتك سابقا ولا زلت أبرهن لك أننا الأفضل والأبقى.
ختامًا.. بين الفينة والأخرى ينتابني شعور من اللاوعي فحواه أننا نقاتل جميعا كي نحيا ونبحث عن أشياء تمكننا من الخوض في غمار هذا العالم الزائف الزائل ونحاول قدر المستطاع صنع المعجزات من المستحيل كي نطاع وألا ننصاع، رغم انعدام الحياة من حولنا.