ذكرت إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن شهر حزيران الماضي شهد ارتفاعًا في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، وذلك بسبب دعوات تهويدية.
وبحسب الإحصائية التي نشرت، صباح اليوم الاثنين، فإن 1293 مستوطنًا، و170 طالبًا من طلاب "الهيكل المزعوم" و27 عنصرًا من عناصر جيش الاحتلال ومخابراته بلباسهم العسكري، اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة وتحت حماية أمنية مشددة، عدا عن الاف السائحين.
وأوضحت أن قوات الاحتلال لم تتوانى خلال الشهر الماضي، وخاصة في منتصف شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر في التضييق على الفلسطينيين ومنعهم من دخول القدس، إلا في أيام محددة وبأعمار محددة، لافتة إلى أن الإصرار الفلسطيني على الوصول والصلاة في المسجد الاقصى كان أقوى من إجراءات الاحتلال.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الشبان الذين حاولوا الوصول إلى الأقصى بعدة طرق، فيما اعتقلت آخرين نجحوا في الوصول إلى القدس.
ووفق الإحصائية، فإن قوات الاحتلال واصلت منع المقدسيين من تنظيف المنطقة المقابلة لباب الرحمة، وهي مساحة تمتد لأربعة دونمات يتراكم عليها أكوام الأتربة والحجارة، حيث تعرقل تنظيفها وإعمارها، إلا أن جمع من المصليين عملوا خلال ليلة القدر على تنظيفها بالكامل وزراعة أشجار فيها.
ورأى المركز في قراءته أنّ سياسة التخدير التي اتبعتها السلطات الإسرائيلية باتت تلقى ثمارها، حيث لم تعد تلقى تلك السياسة أي ردود فعل إقليمية أو عالمية، في ظل الحديث عن وصول المقتحمين في الشهر الواحد، إلى أرقام كانت لا تصل اليها في عام كامل.
من جانبه، أشار مدير المركز عماد أبو عوّاد إلى أنّ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ في العام 2009م 6 آلاف مستوطن، فيما شهد الشهرين الأخيرين هذا الرقم، في ظل موجة من التسهيلات التي تقدمها سلطات الاحتلال للمستوطنين، لتنفيذ الاقتحامات وتدنيس المسجد والاحتكاك بالفلسطينيين.
وقال إن قرار نتنياهو الأخير بالسماح للسياسيين باقتحام الأقصى، لهو التعبير الحقيقي عن الرؤية اليمينية حيال المكان المقدس، والنوايا المبيّتة لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وطالب أبو عوّاد الجهات المختصة وتحديدًا الأردن كوصي عن المكان، بضرورة التحرك محليًا وعالميًا، في ظل ما وصلت إليه الأوضاع من تراجع خطير في السياسة التي يتبعها الاحتلال في المسجد الأقصى.
من جانبه، أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي على أنّ سياسة الاقتحام تقف وراءها مجموعات اليمين المتطرف، والتي باتت مدعومة بشكل كبير من الجهات الدينية الوازنة التي باتت تدعم ذلك، علمًا أنّها كانت تتحفظ على ذلك من قبل، لأسباب دينية وسياسية.
وقال إن اليمين المتطرف يطالب مرحليًا، بتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، تمهيدًا لهدمه وبناء ما يسمونه "جبل الهيكل"، والذي بدأ بخطوات عملية من خلال بناء المذبح وتجهيز نقله للمسجد.