لا تترك قوات الاحتلال الإسرائيلي وسيلة لاستهداف الصيادين الفلسطينيين إلا وتلجأ إليها، حيث لم تكتفٍ باعتقالهم لحظة نزولهم إلى عرض البحر جلب قوت أطفالهم، بل امتد جبروت الاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق النار صوبهم أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى، ما أدى لإصابتهم وحرمانهم من ممارسة عملهم الذين يعتاشون من خلاله.
وبدأ الصياد رامي الشريف، بسرد روايته المليئة بالآسى والحزن، والتي بدأت عقب إصابته برصاصة إسرائيلية في القدم، بشهر أبريل/ نيسان الماضي، أثناء مشاركته في مسيرة "العودة" قرب الحدود الشرقية لغزة.
وقال الشريف، لمراسل وكالة "خبر": إنه "يمارس مهنة الصيد منذ أن كان عمره 12 عاماً، حيث اعتاد أن يقضي ساعات طويلة فوق ظهر مركبه بالبحر لجمع قوت يومه، باعتبارها المهنة الوحيدة التي يُتقنها".
وأضاف: "أنه اضطر للعودة إلى عمله في مهنة صيد الأسماك، قبل تماثله للشفاء، رغم الآلام التي تسببها له مثبتات العظم الداخلية والخارجية، التي ركّبها له الأطباء فور إصابته".
وأشار إلى أن مهنة الصيد تشكّل مصدر الدخل الوحيد لعائلته المكوّنة من 4 أفراد، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القطاع.
وحول الصعوبات التي واجهها الصياد رامي، قال: إن "ثمن كمية الأسماك التي يصطادها بالكاد يكفي لتوفير احتياجات أطفاله من الطعام"، موضحاً أنه يتكفل بكامل تكاليف العلاج الخاصة به دون وجود أي مساعدات من مؤسسات أو جمعيات تُعنى بشؤون الفقراء.
وبيّن أنه يحتاج إلى نحو 200 شيكل أسبوعياً، أي ما يعادل "57 دولار أمريكي" من أجل شراء الأدوية اللازمة لعلاجه، في حين أن دخله اليومي لا يتعدى بضع دولارات يومياً، مضيفاً "أنا أنظر إلى قدمي التي يتهددها الخطر، وإلى أطفالي، فأقول إن الأطفال أولى بهذه الحياة من قدمي".
ولفت إلى أن الديون المالية تراكمت عليه منذ لحظة إصابته، وذلك بسبب شرائه للأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة له من الصيدلية المجاورة لمنزله.
وخاطب الصياد رامي، الضمائر الحية ومسؤولي اللجنة الوطنية لمسيرة العودة، بالعمل على توقير العلاج اللازم له من أجل القدرة على مواصلة عمله في مهنة الصيد.
من جهته، قال شقيق الشاب رامي، الصياد يحيى الشريف: إنه "أصيب في قدمه خلال مشاركته بمسيرة العودة"، موضحاً أنه يمارس مهنة الصيد منذ بدايات حياته، لأنه ورثها عن الأجداد، إلا أنه أصبح عاجزاً عن ممارسة عمله عقب إصابته برصاص الاحتلال.
كما ناشد الجهات الرسمية بتحسين الأوضاع المعيشية لأبناء قطاع غزة، والعمل على توفير لقمة العيش التي أصبح الحصول عليها في غاية الصعوبة، مؤكداً على أنه لم يتلقى أي مساعدات ويسكن في بيت ميسور يحتاج إلى مصاريف كبيرة