أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، أنه سيتم إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، رداً على الحرائق التي تندلع في مستوطنات غلاف غزة بفعل "الطائرات الورقية" و"البالونات الحارقة" التي يُطلقها الشبان الفلسطينيين.
ولم يكتفِ نتنياهو بهذا القرار فحسب، بل قرر تقليص مساحة الصيد إلى 6 أميال، وذلك خلال اجتماع لحزب "الليكود"، حيث قال: "سوف نسد كل شيء على حماس، وسنغلق معبر كرم شالوم اليوم".
أهداف سياسية
قال المحلل السياسي طلال عوكل: إن "قطاع غزة يعاني أوضاعاً اقتصادية سيئة للغاية، بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 11 عاماً، وأيضاً إجراءات السلطة التي اتخذتها للرد على استمرار الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح".
بدوره، أوضح المحلل السياسي وأستاذ جامعة الأمة د. حسام الدجني، أن القرار له تأثير كبير على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة، مضيفاً "هذا ما أكدته تقارير أممية بأن قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية محققة".
واعتبر عوكل، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أن القرار الذي أقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية أمس، بشأن تضييق الخناق على غزة، سياسي بامتياز وهدفه الضغط على قطاع غزة، وعدم السماح باستيراد وتصدير البضائع، باستثناء المواد الغذائية والصحية.
وأشار الدجني، إلى أن زيادة وتيرة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، سيدفع المنطقة بأكملها نحو الانفجار، أو إتمام صفقة سياسية بين حركة حماس وإسرائيل.
أهداف القرار
بيّن عوكل، أن الهدف من القرار هو الدفع نحو تحسين ظروف إسرائيل من ناحية، وأيضاً التعجيل بإتمام صفقة القرن ومنع تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية من ناحية أخرى، خاصة بعد الحديث عن جولات جديدة للمصالحة تسعى مصر لإجرائها في القاهرة.
في حين اعتقد الدجني، أن هدف نتنياهو من هذا القرار هو الضغط على حركة حماس التي تقود مفاوضات مع وفود دولية وإقليمية من أجل رفع الحصار عن غزة، واحتواء مسيرة العودة وتحريك ملف الجنود المخطوفين، بالإضافة إلى إيجاد حل للبالونات الحارقة.
ولفت عوكل، إلى أن إسرائيل تسعى لتكريس فصل غزة عن الضفة وفقاً لمخططات صفقة القرن، موضحاً أن أمريكا ستتحرك بقوة في هذا الاتجاه، خاصة أن إسرائيل تعتقد بأنه حان الوقت لتنفيذ صفقة الفرن في غزة وتسليم ملفها لمصر.
وساطات دولية
قال عوكل: إن "هناك وساطات قطرية ألمانية ومصرية تجرى ين حماس وإسرائيل، لبحث عدد من الملفات كالأسرى والهدنة طويلة الأمد، بالإضافة إلى وقف مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في مارس الماضي من العام الحالي".
وأوضح أن إسرائيل تحاول من هذا القرار، إرسال رسالة مفادها بأنه حان وقت تطبيق صفقة القرن بغزة، واستمرار فصلها عن الضفة، من خلال ضخ مشاريع دولية، بهدف تهيئة قطاع غزة لأن يكون كيان مستقل بذاته.
تصعيد عسكري
استبعد الدجني، أن تستمر الحكومة الإسرائيلية في هذا القرار، كون النتيجة الطبيعية لهذا القرار هو انفجار غزة في وجه الاحتلال، وبالتالي تنطلق المنطقة نحو تصعيد عسكري سيُهدد السلام والأمن الإقليمي، وهذا ما تخشاه الدول المحيطة في ظل التطبيع القائم بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
فيما بيّن عوكل، أنه لا مؤشرات جدية لدى إسرائيل بتصعيد عسكري ضد قطاع غزة، وذلك نظراً لوجود وسائل بديلة، مشيرا إلي أن مؤشر الحرب غير وارد لدى جميع الأطراف، سواء كانت عربية أو دولية أو إقليمية.
كما اعتقد الدجني، خلاله حديثه لوكالة "خبر"، أن الطرفان الإسرائيلي من جهة، والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، غير معنيان بأي تصعيد عسكري في هذا التوقيت.
وأكد عوكل، على أن حركة حماس غير معنية بالتصعيد العسكري، حيث إنها ستلجأ إلى خيارات سلمية أخرى لمواجهة القرار الإسرائيلي، من خلال تكثيف حشود المواطنين على حدود القطاع، والتقدم أكثر نحو السياج الحدودي.