يسعى الاحتلال الإسرائيلي على الدوام وبشتى السبل لإرهاب الصيادين الفلسطينيين أثناء ممارسة عملهم في عرض البحر، لالتقاط قوت أطفالهم، حيث يمارس ضدهم الاعتقال وإطلاق النار ومصادرة مراكبهم ومعداتهم وتدميرها في غالب الأحيان، إلا أن حكاية اليوم مختلفة فلم يكتفِ الاحتلال بمطاردة الصيادين في عرض البحر، ليلاحقهم رصاصه المجرم على حدود غزة الشرقية.
الصياد الجريح رامي الشريف، يجسد معاناته في ممارسة مهنة الصيد ببحر مدينة غزة، رغم إصابته بالقدم، فتأمين قوت يوم أسرته أسمى من الجلوس في زوايا منزله متحسرًا على شبابه الذي أهدره رصاص الاحتلال وإجرامه الممنهج.
وأصيب الشريف برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركته بفعاليات مسيرة العودة السلمية شرق مدينة غزة بمنطقة القدم، ولا زال يمارس مهنة المتاعب التي ورثها عن أجداده ليجابه مصاعب الحياة.
وأكد الصياد رامي لمراسل وكالة "خبر"، على أنه يستيقظ كل صباح كاظمًا غيظه، وسرعان ما يحمل أدوات الصيد البدائية وطعامه وفتات أحلامه باحثًا عن قوت أسرته رغم انعدام الحياة من حوله، لافتاً إلى أن إصابته لم تمنعه من ممارسة مهنته الأم.
وأشار إلى أن الصيد مهنة مغموسة بالدماء، فمن ناحية يلاحقهم شبح الاحتلال الإسرائيلي، ومن ناحية أخرى يوطدون علاقتهم الوثيقة بالبحر بعطاءه وغدره دون أي ضمانات مسبقة على حياتهم.
كما ناشد الشريف كل رؤساء العالم والفصائل الفلسطينية بضرورة النظر لحالته بعين الاعتبار، ومساعدته لتوفير أدنى مقومات الحياة التي باتت معدومة في جدران منزله، مشددًا على أن وضعه الصحي يزداد سوءًا من يوم لآخر نتيجة تردي الوضع الصحي في قطاع غزة بفعل الحصار الخانق.
وانطلقت مسيرات العودة الكبرى في مناطق التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة، بتاريخ 30/ مارس من العام الجاري بما يوائم ذكرى يوم الأرض تأكيدًا على حق العودة لأراضينا المحتلة عام 1948م وبهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات.