يصل مساء اليوم الأربعاء، وفداً من قيادة حركة حماس بالداخل والخارج، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء مسؤولين مصريين وبحث ملف المصالحة، وبدء جولة حوارات جديدة تبحث ملف العلاقات الفلسطينية الداخلية.
وبحسب مصادر مطلّعة، فإن جهاز المخابرات المصرية، سيبدأ خلال الأيام القادمة بـ "خطوات عملية"، يتم بموجبها إنجاز بعض الملفات التي جرى تأجيلها خلال الأشهر الماضية.
موقف حماس
قال القيادي في حركة "حماس" د. إسماعيل رضوان: إن "حركته رحبت بالحراك المصري الجديد لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية وتحقيق المصالحة"، معرباً عن شكره للشقيقة مصر على اهتمامها الكبير بالشأن الفلسطيني.
وأوضح رضوان في حديث خاص بوكالة "خبر"، أن وفد حماس سيبحث عدة ملفات مهمة خلال لقاءاته مع المسؤولين المصريين، ومن أهمها ملف المصالحة الفلسطينية، وسُبل تطبيق التفاهمات الأخيرة.
وكشف أن اللقاءات ستبحث ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات طمس، بالإضافة إلى مخاطر صفقة القرن ومشاريع تصفية القضية، وأيضاً تطوير العلاقات الثنائية بين حركة حماس والشقيقة مصر.
وأشار رضوان، إلى أن الوفد سيبحث أيضاً ملف أزمات قطاع غزة، وكيفية تخفيف الحصار المفروض على القطاع من خلال استمرار فتح معبر رفح، وتسهيل حركة الأفراد، ودخول وخروج البضائع من وإلى المعبر.
وبيّن أن نجاح الحراك المصري الجديد يتطلب البدء بتحقيق 5 ملفات رئيسية، وهي: "رفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة، والاتفاق على عقد مجلس وطني توحيدي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد لعقد الانتخابات الشاملة التشريعية والرئاسية، وتطبيق اتفاقات المصالحة عام 2011 رزمة واحدة وفي جميع المسارات".
وأضاف رضوان: "أن نجاح هذه الجولة مقترن بتطبيق الملفات الخمسة السالفة الذكر"، مشيراً إلى أن الوضع الفلسطيني لا يحتاج إلى حوارات جديدة، بل المطلوب هو تطبيق تفاهمات عام 2011.
وتابع: "الرئيس محمود عباس وحركة فتح، لم يصلوا حتى اللحظة إلى إمكانية تقبل الآخر والشراكة مع حركة حماس وفصائل العمل الوطني والإسلامي"، داعياً حركة فتح لقبول الشراكة وعدم إتباع سياسة الإقصاء.
تمكين الحكومة
قال رضوان: إن "الحديث عن عدم تمكين الحكومة بغزة، الهدف منه هو إقصاء وتهميش الآخر، وبالتالي فإن هذا الأمر يدل على عدم جدية الطرف الآخر بإتمام المصالحة"، موضحاً أن المطلوب هو تطبيق التفاهمات الأخيرة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بالإضافة إلى وقف العقوبات الظالمة المفروضة على غزة، وفقاً لحديثه.
وشدّد على أن حركة حماس قدمت مرونة عالية بهذا الملف، وتجاوبت مع كافة الأطراف لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، من خلال حل اللجنة الإدارية وتسليم الوزارات والمعابر، إلا أن هذه الأمور لم تقابل بأي استجابة أو خطوة إيجابية من قبل حركة فتح والرئيس عباس.
ونوه رضوان، إلى أن الرئيس عباس وحركة فتح لا يؤمنون بالشراكة الوطنية، كما أنه لا يتوفر لديهم الجدية في تحقيق المصالحة، موضحاً أنه في حال وجدت الإرادة الصادقة لدى الطرف الآخر، يمكن أن تُحل كافة القضايا بشكلٍ عاجل.
صفقة القرن
أوضح رضوان، أن حركة حماس هي أول من وقف في وجه صفقة القرن ومعها كل قوى المقاومة الفلسطينية، مؤكداً على أن الفصائل الفلسطينية أبدعت في مسيرات العودة الكبرى، التي انطلقت وما زالت مستمرة لإفشال أي مخطط هدفه المساس بالثوابت الوطنية.
وبيّن أن مسيرات العودة الكبرى أفشلت خطوات الإدارة الأمريكية نحو إتمام صفقة القرن، مُشدّداً على أن حركة حماس مستمرة في وأد أي مشاريع تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد رضوان، على ضرورة وقف السلطة للتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وقف العقوبات المفروضة على قطاع غزة، والالتزام بتطبيق اتفاقات المصالحة، لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية بصفٍ موحد.
تشديد الحصار
لفت رضوان، إلى أن قرارات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية، والتي كان آخرها إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، يسعى من خلالها لتشديد الحصار المفروض على القطاع، الأمر الذي يُشير إلى أن الاحتلال يعيشُ بحالة إرباك، وأن مسيرات العودة أربكت قيادة الاحتلال وفرضت معادلة جديدة.
واعتبر أن الاحتلال غير قادر على التعامل مع مسيرات العودة، ويتخبط في مواقفه وقراراته، وهذا الأمر انعكس باتخاذ مزيد من القرارات الإجرامية لتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، مؤكداً على أن هذه القرارات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الاحتلال كياناً عنصرياً إرهابياً يخالف كافة مبادئ حقوق الإنسان.
وحمّل رضوان، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وتداعيات قراراته الغير مسؤولة، مُشدّداً على أن حركة حماس لن تنكسر إرادتها أو تتراجع خطواتها، وأن هذه القرارات العنصرية ستواجه بتصعيد مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
ولفت إلى أن قرارات الاحتلال الإجرامية ستحوّل قطاع غزة إلى قنبلة موقوتة، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ومواجهته بكافة الأشكال، وصولاً إلى تحقيق تطلعاته العادلة.
ودعا رضوان، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه قطاع غزة، ولجم الاحتلال الإسرائيلي ووقف قراراته التعسفية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ورفع الحصار المفروض على القطاع وحل كافة أزماته.
تقليصات الأونروا
قال رضوان: إن "الإدارة الأمريكية تتسبب بأزمات في المنطقة لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، حيث إنها أعقبت اعترافها بمدينة القدس عاصمة للاحتلال، بمحاولة شطب قضية اللاجئين وتصفية دور الأونروا، والضغط على اللاجئين الفلسطينيين للقبول بأي حل يتم عرضه".
وأكد على خطورة المساعي الأمريكية، مبيّناً أن حركة حماس ترفض أي تقليصات تقوم بها "الأونروا"، وذلك لأنها ستؤثر سلباً على حياة المواطنين الفلسطينيين.
وطالب رضوان، المجتمع الدولي بالعمل على توفير المبالغ المالية المطلوبة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ليتثنى لها أن تواصل عملها ومهامها، حتى حل أزمة أبناء الشعب الفلسطيني بعودتهم إلى ديارهم التي هُجروا منها قسراً عام 1948، وزوال الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ختام حديثه، حذر من مغبة عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، بسبب تقليصات "الأونروا" التي ستؤثر على حياة المواطنين في المجالات الصحية والخدماتية والتعليمية والحياتية، ما ينذر بكارثة كبيرة يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية.