"لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلّمَا"
رسالةٌ لَمْ يَصِلْ جوابُها بعد!!
قال لها:
صَباحُ الهوى الموعودِ والجمالِ الفتان،
والوفاءِ والطُّهرٍ والعودِ الرنان،
صَباحُ عِشقِ الوطنِ والقوافي والبديعِ والبيان،
وقواريرِ العِطْرِ والحُبِ، والقواريرِ الحِسان،
صباحُ الرومانسيةِ والعزفِ على النايِ والمِزمارِ والكمان،
والتفاؤلِ والسعدِ والسعادةِ والهناءِ، يا كُلَ الحنانِ،
صباحُكِ أنتِ يا فألَ الخير والسعدِ، ويا مبعثَ الطمأنينةِ والأمنِ والأمان.
صَباحُكِ جناتُ عَدْنٍ ورياضٌ غناءُ ومروجٌ تموجُ بالحُسْنِ والجمالِ،
وتقطرُ عِطراً، وتتفتق من بينِ ثناياها آلاف الينابيعِ، التي تتدفقُ بغنجٍ ودلال.
صباحُكِ حُزَمٌ مِنَ الأحلامِ، وَدُجىً غُرُدٌ يذوبُ رِقَةً لِنِداكِ،
ونسماتٌ تحملُ مَعَ الآهاتِ طِيْبَ شذاكِ،
وأصداءُ نغمةٍ تصدحُ مَعَ القِيثارِ في عَلياكِ،
وخاطِرٌ عذبٌ يُحَلِقُ عاطِراَ بِسماكِ،
وانسيابُ دلالٍ، وأعطافُ ورىَ تميدُ بِهُداكِ.
لكِ في ضِفافِ الشمسِ رَفْرَفَ خافقا،ًوعلى تُخومِ المَجْدِ شِيدَ عُلاكِ،
ناغيتِ أوتارَ الهوى فتمايلَتْ،صورُ الجَمالِ تطوفُ في مَسْراكِ،
خَلَّدتِ لِلْحُبِ الرفيعِ كِيانَهُ،وَبَعَثْتِ آياتٍ تَجوسُ رباكِ!!
صباحُكَ فرحةُ ثغرٍ باسمٍ، هو ثغرُكِ يا ابنةَ الأصلِ النبيل،
وهمساتُ شوقٍ عارمٍ في يومٍ جميل،
ورائحةُ ندىً مُعتقٍ بماءِ السنسبيل،
صباحُكِ باقاتٌ من الوردِ الجوري والبنفسجِ، وهَباتٌ مِنَّ النسيمِ العليل،
وحفناتُ فُلٍ وياسمينَ وجاردينيا، وموجاتٌ مِنَّ الهواء في ظِلٍ ظَليل.
صباحُكِ زهورٌتَمْرَحُبالخَمِيلَةِحامِلةًصِوَرَالجَمالِبِأعْذَبِالقَسَماتِ،
وتختالُ فيغَنَجٍكَأنَخَيالَها حُلُمٌتَهادَىسَارِحَالصَبَواتِ.
ﺷُﻜﺮاً لَكِ لأنكِ أنتِ،
شُكراً لِفيضِ الرِقَةِ والحنانِ والدفء مِنْكِ أنتِ،
شكراً لأنكِ جعلتي الفؤادَ يفرحُ، والثغرُ يبتسمُ لَكِ أنتِ،
لَكِ شَغَفُ الودِ يا مالكَةَ القلبِ والروحِ...يا أنتِ.
بورِكْتِ أنتِ يا أنتِ.
لطالما داعبتْ رسالتُكِ الأخيرةُ خلَجاتَ الصدرِ، وعزفتْ على وترِ الأماني والآمالِ لحونَ العشقِ وأغاريدَ الوجدِ، وأجَجَتْ الشوقَ الذي لم يهدأ ولم تنطفئ شعلتُهُ بعد، ولا أخاله يهدأ أو أخالُها تنطفئ،
ويشهدُ على هذا أنني ومنذ أن استلمتُ رسالتك وحتى الآن وطيفُك يداعبُ أحلامي ولا يبرَحُها لحظةً واحدة،
لذا لا تبخلي بفيض مشاعرِكِ وأحاسيسكِ، ولا تُقَطِري في الحُبِ أبداً، وجودي عليَ كما لَمْ تجودي،
جودي وجودي وجودي.
حبيبتي،
الشوقُيَعْصِفُنيوأنتِبعيدةٌ وحنينُكِ الموعودُ حوليَ حُوَّما،
في أذنيكِ هَمْسِي فاسمعينَجْوايَ يَخْتَرِقُ الفؤادَ تألُمّا،
جودي بوصلِكِ تُسعفينَ مَشاعِريفَلَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَّما،
جودي لأظَلَ في شَجَني أروحُ وأغتديوأفْصِحُ عن غرامي ضارعاً مُتبتلا.
مساؤكِ كصباحكِ وكُلُ أوقاتَكِ طُهْرٌ وطِيبٌ واطمئنانٌ وإشراقَةُ ابتسامَةِ عذبَةٍ وحُبور
ﻣﺴﺎﺅﻙِ كَصَباحَكِ وكلِ أوقاتَكِ همساتٌ تُمْطِرُ قلبَكِ بالرَحمَةِ والصِحَةِ والجمالِ وأطيبِ الأمور.
رويْدَكِ يا هذي الجميلةُ إننيأرتجي وصلاً لدى أُختِ القمر،
ما رأتْ عيني على وجهِ الثرىمثلَ هذا الحسنِ ما بينَ البشر،
تُرى هلْ أُلاقي يا فتاتي موضعاًفي ديارِ السِحْرِ يُقْريني الخبر؟
طالَ الغيابُ كَما لَمْ يَطُلْ مِنْ قَبْل،
وتظافرَ الحَنينُ فبَلَغَ حَدَ اللظّى،
تُرى متى تُقْبِلي لِتُطفئيهِ بشَهْدِ الرِضاب؟
هيا أقْبِلي وجودي علي بوصلِكِ تسعفينَ مشاعري،
أقْبِلي وجودي عليَ، جودي وجودي وجودي،
كُلُ الودِ لَكِ وكُلُ الحُبِ لَكِ، مَعَ هَمَساتٍ دافئةٍ وحالمةٍ تتواصَلُ ولا تنقطع.
قَلِقٌ عَلَيْكِ كثيراً وراغبٌ بالاطمئنانِ عليكِ ليستريحَ القلبُ فَأريحيه
أشتاقُكِ بعمقِ الآهاتِ التي تسكنني من طولِ الغياب
أشتاقُكِ وأنا أعرِفُ تمامَ المعرِفَةِ أنَّ الوِحْدَةَ ستقتلني، والظلامُ سيأكلني مِنْ طولِ الانتظارِ، فمتى تُرى الأياب؟
ألْفُ تحيةٍ وسَلامٍ مني لَكِ في غربتكِ التي أرجو أن لا تطول!!
ألا يُضنيكِ الغيابُ مثلما يُضنيني؟
وأتراني استوطَنْتُ الآن السَطْرَ والصَدْرَ أم أنني ما زِلْتُ نزيلَ السَطرِ دونَ الصَدْر؟
ملاحظة:
على ما عرفت من بعض أصدقائهما المقربين فإنها لَمْ تُجِبْهُ على الرسالة حتى لحظة نشري لها،
ترى هل تعمدت هذا عن سابق إصرارٍ وترصد؟
أم أن شيئاً مِنَ الضَرِ قد أصابها، لا قَدَرّ الله، بحيث لَنْ يَصِلَهُ الجوابُ أبداً؟
وهل ما زال ينتظرُ الجواب؟
وإذا ما كان الوضع كذلك، فهل سيطول انتظاره أكثر؟
أمْ أنهُ حزمَ أمرهُ ووضعَ كُلَ شيءٍ وراءَ ظهره ونحى منحىً آخرَ في حياتِه؟
كانَ الله بالعون!!