تشهدُ باحات المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الفجر الأولى، اليوم الأحد، حالة من التوتر بعد بدء المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى وتنفيذ طقوس تلمودية في باحاته، حيث اقتحم حوالي 1023 مستوطناً من جماعات المتطرفين باحات المسجد المبارك.
وبحسب شهود عيان، فإن مجموعات كبيرة من المستوطنين أمّت باحة حائط البراق "الجدار الغربي للمسجد الأقصى" طوال ساعات الليلة الماضية، وخرجت بمسيرات متعددة واستهدفت معظمها سوق القطانين التاريخي في شارع الواد والمُفضي بنهايته إلى المسجد الاقصى، وشرعت بأداء صلوات وطقوس وشعائر تلمودية أمام الأقصى من هذه الجهة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وفي هذا الشأن، قال خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري، إن هذه الاقتحامات المتصاعدة تتكرر بين الفينة والأخرى، وذلك بذريعة الأعياد اليهودية.
وأضاف صبري خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الاعتداءات المتصاعدة للمسجد الأقصى إلى فرض واقع جديد، يطمع من خلاله للسيطرة على المسجد.
واعتبر أن هذه الهجمات تأتي كغيرها من الاعتداءات على الحجر والبشر، مؤكداً رفض واستنكار هذه الاعتداءات، لأن المعتدي يدخل بحراسة مشدّدة كون الأقصى ليس له، وبالتالي فإن هذه الإجراءات لن تُكسبهم أي حق في الأقصى أو في مدينة القدس.
وأشار صبري، إلى أن الحراسات المشدّدة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، تؤكد أنهم معتدون وأنهم ليسوا أصحاب البيت، مُشدّداً على أن السيادة ستبقى للمسلمين على الرغم من تواصل الاعتداءات الصهيونية.
وتابع: "نحن لا نُعوّل على المجتمع الدولي والعربي، خاصة أننا لسنا متوحدين ومتفقين لكي نُنصف المسجد الأقصى، متسائلاً: " هل ستأتي الدول لتنصفنا، هذا مستحيل؟".
ودعا صبري إلى شد الرحال والتواجد في الأقصى لمنع أي محاولات مفاجئة من قبل المتطرفين المستوطنين للمسجد الأقصى.
من جهته، قال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجي بكيرات: إن "الاحتلال منعه من الدخول والوصول للمسجد الأقصى خلال اقتحام آلاف المستوطنين لباحاته صباح اليوم".
وأوضح بكيرات، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أن هناك معادلة جديدة يحاول الاحتلال فرضها، وهي محاولة تجفيف الوجود المقدسي من المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وإعطاء قطعان المستوطنين مساحة أكبر في الاقتحام.
وأشار إلى أن هذه الاقتحامات المتصاعدة تُشكِلُ خطراً كبيراً على القضية الفلسطينية، وهذه تأتي من ضمن مخططات صفقة القرن والاستفادة من قرار ترامب بشأن المدينة المقدسة.
وبيّن بكيرات، أنها محاولة جديدة لفرض تقسيم مكاني على المسجد الأقصى، حيث إن تسهيل اقتحام ألف مستوطن متطرف خلال ساعات الصباح دليل على أن إسرائيل تُحضر لموضوع خطير داخل المسجد المبارك.
وأكد على أن العالم منحاز لإسرائيل خاصة الدول الكبري وعلى رأسها أمريكا التي تنحاز للجلاد، والتي لم تعد دولة ديمقراطية كما تتحدث عن نفسها.
ووجه بكيرات اللوم للأمة العربية والإسلامية على لصمتها على انتهاكات الاقصى، داعياً في ذات الوقت الدول العربية إلى العودة لرشدها وصوابها.
وفي ختام حديثه، شدّد بكيرات، على ضرورة تبني الفلسطينيين لخيار المقاومة للدفاع عن المقدسات والأرض، مشيراً إلى أنه بدون وجود حاضنة دولية وعربية تُساند الأقصى فإن الواقع لن يتغير بشيئ