حينما تتعالى آهات المصابين، يندفع رجال الإسعاف والطوارئ للتعامل مع الحدث آملين بذلك تقديم خدماتهم المعهودة للجرحى، سعيًا منهم إنقاذ من حولهم ليتمكنوا من العيش وممارسة حياتهم من جديد.
فمنذ بدء فعاليات مسيرة العودة السلمية أثبتت وحدة الإسعاف والطوارئ عملها وبجدارة، كيف لا والمناطق الحدودية ومستشفيات القطاع تشهد وتؤكد عطائهم اللا محدود، فهم أُناسٌ حملوا على كاهلهم مهمة لا يعرف أصحابها للراحة أي طعم ولون.
وقال عبد المنعم الشرافي مسئول ملف الإسعاف بوزارة الصحة: "إن طبيعة عملنا في كل الأحداث متشابهة فصباحا تندفع الأطقم للاطمئنان على سيارات الإسعاف من الناحية الطبية والميكانيكية ومن بعدها تنطلق بحسب خطة مرسومة وضمن فرق مترابطة تعمل بنظام الأوامر الآنية والمكتوبة".
وحول طبيعة العمل الميداني أكد الشرافي، لمراسل وكالة "خبر"، على أن هناك مجموعة تنقل الحالات إلى النقاط الطبية ويتم التعامل معها في الخيمة، ومجموعة أخرى تعمل على نقل الحالات، إلى المستشفيات، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة ثالثة، تعمل داخل المستشفيات ومهمتها التواصل مع الفرق الميدانية ورصد طبيعة الحدث.
وبشأن المعيقات التي تواجههم لحظة العمل، أوضح أنهم يتعاملون مع عدو لا يعترف بالشارة الدولية للمسعفين بالإضافة إلى ضغط العمل الشديد تحت إطلاق نار كثيف، منوهًا إلى نوعية الإصابات التي تحتاج لأدوات مفقودة بفعل الحصار الإسرائيلي إلا أن شعارهم: " لا يجب أن نتوقف عن العمل ونخلق البدائل حتى ولو انعدمت الإمكانيات".
سنُكمل الطريق
بدوره، قال الجريح المتطوع زياد النباهين :" كنت متواجدًا قرب الخط الفاصل بمنطقة الوسطى وأصبت بمنطقة البطن بعيار ناري، أثناء قيامي بمهامي الموكلة كمسعف متطوع"، مشددًا على أن غطرسة الاحتلال لن تثنيه عن مواصلة طريقه وأن إصابته كانت دافعًا كفيلًا لأن يعود للميدان وبقوة.
ووجه النباهين التحية لكل شخص يقف بجانب أخيه المسلم، ويعزز العمل التطوعي فداء لله، مؤكدًا على أن كل الأطقم المتطوعة المتواجدة شرق غزة تعمل بروح الفريق الواحد وأيدهم مترابطة متماسكة لمواجهة الاحتلال الغاشم وصد أي حماقة يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
استعداد كامل
من جانبه، قال مدير جمعية الهلال الأحمر بمنطقة الوسطى عمر العزايزة: "منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة بتاريخ30/ مارس من العام الجاري ونحن متواجدون لتقديم الخدمات الإسعافية الأولية للمصابين"، مشددًا على استعدادهم الكامل فهم متواجدون على مدار الأيام التي يكون فيها فعاليات تنظمها الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار.
وتابع العزايزة لمراسل وكالة "خبر": "طبيعة عملنا في الهلال الأحمر بمجال الإسعاف والطوارئ تحتم علينا أن نكون مستهدفين في أي وقت، مستدلًا أنه: "أصيب ثلاثة مسعفين بأعيرة نارية والعشرات الآخرين بالاختناق جراء إطلاق جنود الاحتلال القنابل الغازية والمسيلة للدموع صوب المتظاهرين السلميين".