كان على الأمعاء الخاوية أن ترفع صوت أنينها عاليًا، لتُوصل آخر رمقٍ جائع في ثناياها، لكن أصوات الوجع ما كانت لتصل إلى آذانٍ أغلقت مسامعها عنهم.
فكل تضحيات الأسرى ومعاركهم التي خاضوها بتضحية الثائرين المناضلين داخل السجون الإسرائيلية، وكل مشاعر الشوق التي دفنوها في صدورهم، كانت تستحق أن تتوج بأوسمةٍ نضالية وتُكتب في الخانة الأولى من سجل التاريخ الفلسطيني.
تكريمًا مختلفًا من نوعه، قدمته السلطة الفلسطينية للأسرى البواسل، وذلك بإقدامها على قطع رواتبهم، وحجب مخصصات ذويهم، بعدما كانت تردد دائمًا أن حقوق الأسرى المالية خطًا أحمر، يحظر المساس به، واليوم ما كان محظورًا أصبح مسلوبًا.
هذه القرارات أدت إلى ارتفاع وتيرة الإضراب الذي خاضته الحركة الأسيرة، ليشارك اليوم الأحد 29 تموز، أكثر من 30 أسيرًا مناضلًا من الفصائل الفلسطينينة على مختلف مسمياتها في هذا الإضراب.
بدوره، ذكر منسِّق القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة خالد البطش، خلال بيانٍ تلاه اليوم في خيمة دعم الأسرى المضربين، أن الاعتصامات والخيم ستبقى مستمرة بدءًا من هذا اليوم إلى أن تتراجع السلطة عن قراراها الجائر.
وعبَّر البطش عن أسف الأسرى ووجعهم، في أن تقام خيمة تطالب بحقوقهم المالية، في اللحظة التي كان من المفترض أن يقف العالم أجمع في خيمٍ تطالب فك أسرهم من الجلًاد الإسرائيلي.
ومن جهتها أكدت الحركة الأسيرة على أنها لن تفكَّ إضرابها مهما كلفها الأمر، مشيرةً إلى أن عدد الأسرى المتضامنين يزداد يومًا بعد يوم، في سبيل دعم صمودهم إلى أن تعود رواتبهم ومخصصات ذويهم كاملة.
وتطرق الأسرى إلى مدى الإهمال والاستهتار الذي يصدر عن السلطة بشأن إضرابهم، الأمر الذي زاد ضيقهم وتخوفاتهم من وجهتها القادمة تجاه قضيتهم العادلة.
واختتم البيان بدعوةٍ عاجلة من الحركة الأسيرة إلى ضرورة استمرار الاعتصامات وحشد جميع القوى الإعلامية والسياسية، للضغط على السلطة وتراجعها عن هذه الخطوة الجائرة التي لا تمثِّل أي شكلٍ من أشكال التقدير وتكريم تضحيات الأسرى.