بداية الصراع بين "حماس" و "داعش" ، الى أين وصلت الأزمة وما سر التفجيرات الأخيرة ومن يقف وراءها ؟

داعش
حجم الخط

"داعش" أو "السلفية الجهادية" كما يطلق عليه البعض ، عنوان أثار الجدل طيلة الفترة السابقة في قطاع غزة ، فلا أحد يمتلك معلومات واضحة حول ذلك ، ولم تستطع عناصرهم الكشف العلني بسبب ملاحقة الامن لهم.

بدأ الصراع باعتقالات لعناصر قيل أنها تابعة لتنظيم "داعش" أو كما يجملها البعض "السلفية الجهادية" ، وكانت ردة فعل هذه العناصر ، قصف مستوطنات غلاف غزة بعدد من الصواريخ.

وسرعان ما اختلفت ردة الفعل لتتحول لتفجيرات تلو تفجيرات وبيانات تبني والمجهول دوماً يكون "داعش" ، لم يخرج طيلة تلك الفترة بيان مصور من قطاع غزة يعلن فيه عن أي تفجيرات أو أحداث ، هي بيانات أو تهم أو شعارات مرسومة على حائط بجوار مكان التفجير .

قبل أسابيع قليلة أقيم مؤتمر صحفي لأحد شيوخ الوساطة في وسط مدينة غزة ليعلن عن جهود للوصول لتهدئة بين حركة حماس والسلفية الجهادية ، وأن الاتفاق يفضى لتحكيم الشريعة الإسلامية وإحكام العقل في جميع المشاكل، والسعي للتوصل لاتفاق يكون من بنوده التنسيق في الجهاد والتدريب وكل ما يتعلق بالمصير المشترك وهو مواجهة العدو الصهيوني "على حد قول شيخ الوساطة.

وكان الاتفاق يقضى بـ"إطلاق سراح المعتقلين من السلفيين ورد الأموال والأسلحة، وعدم القيام باعتقالات أخرى على أن يتم وقف أي أعمال عدائية من جهة التيار السلفي والإشكاليات الموجودة الآن يجب استنكارها، سواء أي تفجير داخلي يقوم بها بعض الشباب، أو أي تعذيب للإخوة (في السجون) وهذا يخالف الإسلام" على حد تعبير الشيخ .

ولكن الظاهر أن تلك الجهود باءت بالفشل ، فتفجيرات عيد الفطر في غزة وضعت الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حولها ، فعلى غرار ذلك قامت حركة حماس بحملة من الاعتقالات الموسعة لعناصر السلفية الجهادية في غزة وبالمقابل أصدرت السلفية بيان تهديدي بقولها سنرد بقصف المستوطنات الإسرائيلية رداً على "الجرائم والمؤامرات الحمساوية" على حد قولها .

فإلى أين وصلت الأزمة ؟! ، ومن يقف وراء التفجيرات ؟! ، وهل بمثابة بداية الحرب بين حركة حماس في غزة والجماعة السلفية ؟! .

يعقب على ذلك في لقاء مع وكالة "خبر" كلا من المحللين السياسيين ، "أ. طلال عوكل و أ.هاني حبيب :

المحلل والكاتب أ. هاني حبيب لوكالة خبر ، "أعتقد أن الأزمة مطلوب أن تكون موجودة ولكن تحت السيطرة ، أن تواجه حركة حماس التمدد الداعش أو السلفي أمام العالم وإسرائيل ولكن أعتقد لربما لا يمكن السيطرة عليه بشكل دائم ".

ويضيف حبيب ، "هذه القوى تجاوزت الحدود وباتت تشكل خطر على حركة حماس وأمن قطاع غزة ، لأنها تريد إيصال رسالة مفادها أنها تستطيع قلب الطاولة وقادرة على تغيير الموازين في حالة التوصل لاتفاق طويل الامد يضم مطار وميناء في غزة ".

ماذا تريد تلك القوى السلفية أو الداعشية من قطاع غزة ؟

يجيب أ. هاني ،" تريد أن تلعب دوراً رئيسية على الساحة الفلسطينية وأعتقد أيضاً هناك أهداف تعبوية ايدلوجيا أكثر تطرف باعتبار أن حركة حماس معتدلة ".

تفجيرات غزة ... من يقف وراءها وخاصة أن أهالي المعتقلين السلفيين ينفون علاقة أبنائهم بها ؟

يكمل المحلل لخبر ، "هناك اشاعات وحديث حول ضلوع بعض الأطراف داخل حركة حماس بتلك التفجيرات بسبب خلافات وصراعات داخل الحركة وكل هذه الاحتمالات واردة ، فربما تكون رسومات شعار داعش وزج الجهاد الإسلامي مجرد تمويه لتوجيه أصابع الاتهام لداعش ". على حد قوله 

"أعتقد ليس بالضرورة أن تكون داعش خلف تلك التفجيرات ، حتى ولو أعلنت حماس ذلك ، فهذا ليس دليل ".

أما المحلل السياسي أ. طلال عوكل ، " فاعتبر أن الحديث عن علاقة داعش بالتفجيرات جزء من "المسخرة" ، فالمشهد واضح ، التفجيرات وقعت ووفد حركة حماس بالسعودية وتعتبر الزيارة تحول سياسي واستبدال تحالفها من ايران إلى السعودية" على حد قوله.

يضيف عوكل ، "التفجيرات رسالة واضحة للاحتجاج والرفض على كل ذلك ، ولا أستبعد أن تكون من أطراف داخل حركة حماس بسبب خلافات داخلية ، فلا أحد يجرئ على أعمال من هذا النوع في ظل تواجد حماس الامني المكثف في غزة ، هي مغامرة كبيرة ".

وفي سؤال حول تواجد تنظيم "داعش" في قطاع غزة ؟ ماذا يريد ؟

يجيب عوكل لوكالة خبر ، " حتى الان التواجد غير منظم ، مجرد معجبين يتبنون الفكر الداعشي ولكن على الارجح في طريقها للتبلور ، للأسف مقبلين على مرحلة من الفوضى والاحتجاجات العنيفة ، ولربما تستطيع داعش تنفيذ مخططاتها في غزة ".

ويبقى السؤال ، هل تصل الامور لدرجة لا يستطيع أحد السيطرة عليها ؟!!