وصفت صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، بـ"الرجل الذي يحاول مع مصر إنقاذ غزة"، وذلك خلال تقرير نشرته الصحيفة مساء الأربعاء.
وافتتحت الصحيفة تقريرها، بالقول: "في إسرائيل يعتمدون عليه، وحماس تفتح له الأبواب، أما مصر فلديها خط ساخن معه".
وأشار التقرير العبري، إلى أن ملادينوف تحول إلى أحد أكبر الوسطاء تأثيرًا في المنطقة، وذلك إذا ما تم مقارنته بمن سبقه من الشخصيات التي حاولت تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفةً أنه على عاتق ميلادنيوف أُلقيت مسؤولية مصيرية؛ ألا وهي منع الحرب بين إسرائيل وحماس وإعمار قطاع غزة.
وأضافت: "منذ بدء مسيرات العودة الفلسطينية على الحدود مع القطاع وإرهاب الطائرات بدون طيار والبالونات، كان ملادينوف شخصية محورية تحاول منع الاشتباكات العنيفة بين الجانبين"، مُشيرةً إلى أنه نجح امرتين بالعمل الدبلوماسي المكثف مع المصريين في الوساطة بين إسرائيل وحماس ومنع حدوث الانفجار، وحماس رفعت سماعة الهاتف وتحدثت معه، وهو سارع بالتوجه إلى تل أبيب للمطالبة بوقف للنار.
وأكدت على وجود إجماع في إسرائيل بأن الرجل هو المبعوث الأكثر حيوية للأمم المتحدة منذ سنوات عديدة، وذلك في وقت نظرت إليه إسرائيل للمبعوثين الأمميين السابقين بحذر وتشكك.
ولفتت إلى أن "ملادينوف" عمل مندوبًا للمنظمة الدولية بالعراق، وكان وزيرًا للخارجية والدفاع في بلغاريا، وقد تمكن من كسب ثقة حركة حماس، ولهذا لاعجب في أنه مع كل تصعيد عسكري جديد مع إسرائيل، تسارع الحركة الفلسطينية بالتوجه إليه وكذلك إلى مصر لكي تقدم مقترحاتها لوقف النار.
واعتبرت الصحيفة، أن غزة تنظر لملادينوف على أنه أحد أبناء القطاع، فما أكثر اللقاءات بينه وبين إسماعيل هنية القيادي الحمساوي وبقية مسؤولي الحركة، مشيرةً إلى أن القيادة السياسية لحماس تنظر إليه بعين الاحترام والتبجيل وتثمن عمله وتعتمد عليه، وذلك لأنه لديه خط ساخن مع المصريين، بالإضافة إلى منظومة علاقات ممتازة كذلك مع اللواء احتياط يوآف موردخاي، منشق عمليات الحكومة الإسرائيلية بالمناطق الفلسطينية.
وتابعت: "المبعوث الأممي معروف باتصالاته الكثيرة مع وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس مجلس الامن القومي مائير بن شبات، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ناداف أرغمان، ومؤخراً التقي مرتين مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ووزير التعليم نفتالي بينت، إسرائيل ترى في ملادينوف الرجل الذي يستطيع رغم كل الصعوبات، أن يجد الصيغة التي تفرض التهدئة".
وأكمل تقرير يديعوت: "كذلك الأمريكيون يقدرون نشاط الرجل، وفريق السلام التابع لدونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة يجرى دائما اتصالات معه وذلك فيما يتعلق بإمكانية تحقيق خطة السلام، والتي من الواضح أنها تضع غزة على رأس الأولويات".
وبيّنت أنه في "العام الماضي، نجح ملادينوف في بلورة آلية من أجل استيعاب أموال الدول المانحة لتمويل مشاريع في قطاع غزة، هذه المشاريع هي التي رفض محمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية- أن يتحمل المسؤولية عن تنفيذها تتعلق بمجالات الإسكان وتحسين شبكة الكهرباء وإقامة مرافق لتحلية المياه وأخرى لمعالجة مياه الصرف الصحي، ورفع مستوى توزيع الغاز في القطاع وغيرها".
وأشارت إلى أن من بين الدول التي وافقت على ضخ أموال ومبالغ ضخمة، الإمارات ودول سنية أخرى، حيث إن ملادينوف بلور مع المصريين والسلطات المدنية في غزة برنامجاً يوفر العمل للشباب في القطاع ويوفر لهم المستوى المادي الجيد، مبيّنةً أن الفكرة هي أنه بمجرد أن ترى الجماهير تقدماً وتحسناً في ظروفهم المعيشية والحصول على خدمات الكهرباء والمياه النظيفة، والصرف الحي وإيجاد فرص العمل، وقتها سيكون هناك تغيير حقيقي وأمل في المستقبل.
وأوضحت أن ملادينوف يعمل مع مصر على تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالتوازي مع عملية متعددة المراحل لنقل السيطرة في القطاع إلى السلطة الفلسطينية جنباً إلى جنب أيضًا مع إنجاح المصالحة الداخلية بين فتح وحماس"، لافتةً إلى أن هذا الأمر يتضمن كذلك اتصالات لإعادة المواطنين و"جثث" الجنود الإسرائيليين من غزة، واستخدام ميناء ليماسول القبرصي كميناء بضائع من أجل القطاع في مرحلة لاحقة.
وختمت الصحيفة تقريرها، بالقول: "في إطار ما سبق، يستمر ملادينوف في طريقه، وفي إسرائيل يرون أن العالم كله مستعد أن يضع بيده ويعهد إليه بحل مشكلة غزة، في وقت تثق به كل من إدارة ترامب وإسرائيل وحماس ودول الخليج وقبل كل هؤلاء مصر التي تعتبر اللاعب المركزي والأهم جدًا، لقد حظي الرجل بتقدير شديد أيضًا في الاتحاد الأوروبي، ويصفونه في تل أبيب بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب".