فاجأت خريجة من جامعة الأقصى الحضور خلال حفل التخرج، بإعلان خطوبتها من الأستاذ والخريج باسل السقا، حيث علت أصوات الزغاريد والتصفيق من الحاضرين في مشهد نادر رغم ما يعانيه قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة.

جاء ذلك خلال حفل للخريجين بجامعة الأقصى في فرع خانيونس، والذي أقيم لأكثر من 550 طالب وطالبة من كلية التربية والعلوم والآداب، حيثُ بدأ المشوار من فوج رواد الإبداع مروراً بفوج التحدي والأمل وأخيراً بفوج التميز والإبداع. 

وقالت الخريجة تغريد أبو ضباع: إنه "في فجر عام 2014 تصدعت السماء بصوت الطائرات وجبلت تراب الأرض بدماء الشهداء وفي ذلك الوقت صدرت نتيجتي بالتوجيهي وحصلت على معدل 94%، حيث لم يكتب لي التسجيل في التخصص الذي أرغبه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".

وأضافت أبو ضباع في حديثٍ خاص بمراسل وكالة "خبر": "شاءت لي الأقدار رغم الظروف التي مررت بها أن ألتحق بجامعة الأقصى لدراسة التعليم الأساسي، واليوم تكتمل فرحتي بتخرجي من هذه الجامعة تزامناً مع إعلان خطوبتي من الخريج باسل السقا".

ووجهت الشكر لخطيبها على الانجاز العظيم الذي حققه على مدار ثلاثة أعوام، مُشيرةً إلى أنه إنسان طموح ومتميز ولا يعرف سوى طريق التفوق والنجاح.  

وبيّنت أنه بعد أن أنهت كلمتها في حفل التخرج، صعد خطيبها الأستاذ باسل السقا، إلى المنصة وقدم لها إكليلاً من الورود في جو كان يسوده التصفيق والتهليل.

من جهته، قال الخريج والقائم على الحفل وصاحب الفكرة الفريدة من نوعها باسل السقا، إن فكرة الحفل جاءت بعد أربع سنوات من التخرج، مشيراً إلى أن الحفل حق من حقوق الطلبة على الجامعة، وأن إقامته واجبة أسوة بباقي الجامعات. 

وأضاف السقا لوكالة "خبر"، أنه قبل إقامة الحفل كان في اختبار لكلمة الخريجات فأثارت إعجابه إحدى الطالبات، وتقدم لها للزواج على سنة الله ورسوله، وبعد أيام من التحضيرات للحفل كانت المفاجأة من خطيبتي بإعلان الخطوبة أمام الحاضرين.

وتابع: "رغم التعب والانجاز بالحفل والجهود إلا أنني ربطت حفل التخرج بالخطوبة والحصار والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شعبنا".

ولفت الشاب السقا، إلى أن الجامعة انقطعت أكثر من ثلاث سنوات عن تنفيذ احتفالات التخرج، قائلا: "أردنا أن نعوض الاحتفال الجامعي بجهد شخصي، فكانت الفكرة أن يقوم كل طالب يشارك بمبلغ مالي 100شيكل لتنظيم حفل تخرج، وبعدها قمنا بحجز المكان، وشراء زي التخرج، وقمنا بطباعة الدعوات".

وبيّن أن الدعم لهذا الحفل ذاتي من قبل الطلاب فقط، ولم يتلقوا أي دعم مادي من أي جهة خارجية أو مؤسساتية، مُشيراً إلى أن الحفل حقق نجاحاً منقطع النظير، حيث أصاب الهدف المرجو منه وهو إدخال البهجة والسرور على الطلبة وعائلاتهم التي كانت تنتظر يوم تخرجهم.