في الوقت الذي ينعقد فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بعد ساعات لاتخاذ قرار مصيري بشأن التهدئة مع حماس، بدأت تخرج مواقف سياسية إسرائيلية تؤيد هذا المسار، وتحذر من بدائله العسكرية.
وذكر الجنرال يوآف غالانت، عضو الكابينت المصغر ووزير الإسكان، أن "التوصل إلى ترتيبات مع غزة هي مصلحة إسرائيلية، شرط أن يتم وقف العمليات المسلحة، مع أنه في ظل ظروف تعيشها المنطقة فإنه لا خيار أمام إسرائيل إلا تخفيض سقف العدو، وحينها تتوصل معه لفترة من الهدوء، ويمكن التعامل وفق هذه الصيغة مع حماس وباقي التنظيمات التي لا تعترف بنا".
وأضاف في مقابلة مع القناة العاشرة: "أؤيد التوصل لهذه التسوية الزمنية المؤقتة، لكن الأمل أن تؤدي هذه التسوية لترتيبات بعيدة المدى هي توقعات محدودة، مع أن المصلحة الإسرائيلية تكمن في التوصل لاتفاق، أما بالنسبة لمسألة الأسرى الإسرائيليين في غزة، فإن المرحلة الأولى تقضي وقف الأعمال العدائية".
وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، للقناة 13، إنه "يجب النظر بإيجابية لإمكانية التوصل لتسوية مع حماس؛ لأن هذه التسوية لن تمس بأمن إسرائيل، ولذلك يجب العمل على إنجازها كلما كان ذلك أسرع، في ظل أن تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة هو الخيار الأسوأ من جهة إسرائيل".
أما إيهود يعاري، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، فكشف للقناة أن "شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى وصلت قطر، وأجرت مباحثات لإيجاد تمويل مالي لبنود خطة التهدئة بين حماس وإسرائيل، رغم أننا لا نعرف كامل التفاصيل التي تم التوصل إليها، لكن اجتماع الساعات القادمة سيكشف عن هذه التفاصيل".
وأضاف أن "الخطة المقترحة للتهدئة بين حماس وإسرائيل تشمل عدة مراحل، أولها فتح معبر رفح بصورة دائمة، وإدخال المزيد من التسهيلات على المعبرين الإسرائيليين؛ كرم أبو سالم وإيريز، والثانية رعاية اتفاق مصالحة بين فتح وحماس؛ لتجديد ضخ رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، ومحاولة إدماج السلطة في إدارة القطاع برعاية مصرية، والتحضير لانتخابات خلال نصف عام".
وأوضح أن "المرحلة الثالثة تتضمن جلب المزيد من الاستثمارات في البنى التحتية الفلسطينية في قطاع غزة، لتقليص معدلات البطالة، وربط ميناء غزة مع بور سعيد المصري لإدخال البضائع، والمرحلة الرابعة تتمثل في الاتفاق على تهدئة أمنية بين حماس وإسرائيل لمدة تتراوح بين 10-15 عاما، وتشمل إبرام صفقة تبادل أسرى".
وقال جاكي خوجي، محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، إن "إسرائيل مطالبة بالتخفيف عن الكارثة الإنسانية المتحققة في القطاع، لكنها تبدو مترددة حتى الآن، بعد أن نجحت قيادة حماس في حشرها في الزاوية عقب اندلاع ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ما أثار نقاشا علنيا في إسرائيل حول جدوى الحصار المفروض على غزة".
وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، أنه "كلما مر الوقت أكثر فإن مستوى التدهور في غزة آخذ بالانحدار رويدا رويدا، في ظل أربع ساعات فقط من التيار الكهربائي بدرجة حرارة تقترب من 37 درجة مئوية، ورغم أن مثل هذه الظروف كفيلة بإحداث تمرد فلسطيني داخلي على حماس، كما تأمل إسرائيل، لكن ذلك لم يحدث، وهي تتردد بتقديم أي تسهيلات في غزة؛ خشية أن يفسر ذلك على أنه جائزة لحماس، في الوقت الذي تحاول فيه التحرش بإسرائيل، واستنزافها".