يبزغ فجر الأمل من بين ثنايا الألم، وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يولد الفرج، تلك هي "الزهراء يوسف أبو الكاس" الخريجة التي أوجدت السُبل لتواصل حياتها رغم فقد بصرها.
"من طلب العلا سهر الليالي"، بهذه العبارة بدأت الخريجة المتفوقة والكفيفة "الزهراء يوسف أبو الكاس" حديثها وسردها لقصة نجاحها في ظل المعاناة التي عايشتها وتحديها للظروف التي يمر بها قطاع غزة عامة، وفئة ذوي الإعاقة خاصة.
وقالت خريجة كلية الشريعة والقانون الزهراء أبو الكاس، والتي حصلت على معدل جيد جداً: إنها "كانت فتاة عادية وتعيش حياتها بشكل اعتيادي، إلا أنها أُصيبت وهي في المرحلة الإبتدائية وتحديداً في سن الحادية عشر من عمرها، بمرض نادر مصاب به 10 مليون شخص في العالم".
وأضافت أبو الكاس خلال حديثها لمراسل وكالة "خبر"، أن "المرض النادر الذي أصابها هو ضمور العين"، مشيرةً إلى أن المرض لم يمنعها من استكمال مسيرتها التعليمية ودراسة الصف الحادي عشر بفرعه العلمي"
وتابعت: "في عام 2011 فقدت بصري بالكامل وانتقلت من عالم البصر إلى عالم البصيرة"، قائلةً: "كنت أراجع نفسي كيف سأجتاز مرحلة الثانوية العامة، ولكن بحمد الله أصحاب الإرادة يبقى طموحهم عالي وأكملت دراستي عن طريق الصوت وحصلت على معدل مشرف بالثانوية العامة في العام الدراسي 2013/ 2014".
وأردفت: "كنت أعتقد أن الشخص الفاقد البصر عاجز عن الحركة، ولكن اتضح لي فيما بعد أننا أصحاب إرادة وقادرين على التفوق والنجاح والإبداع".
وأشارت إلى أنها كانت تحلم بدراسة تخصص التحاليل الطبية، إلا أنها التحقت بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، وذلك بعد أن وفرَ لها مركز "التقنيات" المساعدة، جميع الإمكانيات المتاحة لذوي الإعاقة، لاجتياز كافة العقبات التي واجهتها أثناء مرحلة الدراسة.
وبيّنت الزهراء، أنها اجتازت الفصل الأول رغم المعاناة في الدراسة والساعات الطويلة، مضيفةً "كنت أعتمد على تسجيل المحاضرات وتلخيصها، ومن ثم سماعها لتقديم الامتحان، وأخيراً حصلت على درجات عالية".
وأهدت نجاحها إلى عائلتها وأمها التي حُرمت من الابتسامة، وأساتذة الجامعة الإسلامية الذي سخروا جهودهم لخدمتها وتذليل العقبات التي كانت تعترض مسيرتها التعليمية.
وفي ختام حديثها، دعت الجهات المختصة إلى توفير الدعم لذوي الإعاقة في ظل التقصير الواضح، مطالبةً بتوفير وظفية لهم للالتحاق بسوق العمل، معربةً عن أملها في إكمال دراسة الماجستير.