خبر-بقلم: محمد البريم
ربما هي المرة الأولى التي يعتذر فيها مسئول فلسطيني؛ معللا ذلك القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الدكتور خالد البطش بالاعتذار من أبناء شعبنا وكافة القوى الوطنية والإسلامية وممثليها والإخوة الصحفيين والإعلاميين ومؤسساتهم المحترمة، عمّا حدث من خلل غير مقصود يوم الجمعة الماضي خلال المسيرة التي نظمتها لجنة القوى الوطنية والإسلامية في الذكرى السنوية الأولى للعدوان على غزة وبمناسبة يوم القدس.
فهذا الفعل ينم عن أن هذا الرجل متصالحا مع ذاته وثقته بنفسه عالية جدا وتسيره منطلقات وأفكار راقية ومتسامية وأن ثقافة الاعتذار وفق احترام الآخر وليس الخوف من الآخر.
لكن في زمن الانقسام الفلسطيني غابت عن مجتمعنا الفلسطيني ثقافة الاعتذار أفرادا وأحزابا وجماعات وصرنا نتعالى وتترفع عن الاعتذار، وحلت بنا المصائب والأزمات المتلاحقة وصار الذي يملك القرار ويجلس على كرسي المسؤولية لا يتمتع بشجاعة الاعتذار.
وهنا قبل أن اطرح عدد من التساؤلات التي تدور فى مخيلتي على أن اشير الى نماذج فى الاعتذار حين وقف الخليفة عمر بن الخطاب على المنبر يعتذر عن عزله خالد بن الوليد. ومن قبلهم قال اخوة يوسف “يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين.
ومثال اخر اعتذارية النابغة الذبياني التي قالها في امير الحيرة النعمان بن المنذر إذ يقول معتذرا ومستعطفا : أتاني أبيت اللعن أنـك لمتنـي* وتلك التي أهتم منهـا وأنصـبُ كانت فاتحة هذا الباب في الشعر الذي لم يعرف هذا الغرض من قبل وبالتالي لم يعرفه المجتمع ولم يتداوله بين أفراده ومجاميعه.
واعتذار احد المشاركين بالحرب الأهلية اللبنانية القيادي السابق في جهاز أمن حزب الكتائب والقوات اللبنانية أسعد شفتري الى ضحاياه فى صحيفة النهار اليومية فى 10 شباط عام 2000 قائلا اعتذر عن بشاعة الحرب وما قمت به خلال الحرب الأهلية وذلك باسم لبنان او القضية او المسيحية اعتذر لانني وانا ادافع عن ما كنت اعتقد انه مسيح بلبنان لم أمارس مطلقا المسيحية الحقيقية التي هي حب الاخر ومحبة كلية لا تعرف العنف، اعتذر عن تعصبي وحده هذا الطريق هو سوف لن يصنع مني انسانا جديدا جاهزا لمرحلة بعد الحرب و ارجو ان يفهم موقفي هذا ليس كموقف ضعف بل كموقف مسئول.
والخلاصة: لتعتذر القوى والفصائل والقائمون على الامن والكهرباء والمعبر واجب الاعتذار من شعبنا الفلسطيني كي يشعر المواطن الفلسطيني بأن من ارتكب هذا الخطأ وساعده وسهل طريقه، أدرك خطأه وعرف مصيبته، ويعلن أنه لم يكن صوابا بفعلته.