خبر-كتب: ران ايدليست 23 تموز 2015
مع مرور عشر سنوات على الانفصال، يوجد معرض متحرك بين تل ابيب والقدس، الى بيت الرئيس ومن هناك الى الكنيست. الفكرة صحيحة.
يفترض أن يكون هذا تذكيرا بالاجحاف الذي تسببت به سياسات أضرت بأمن اسرائيل وبالنسيج الاجتماعي وبالاخلاق اليهودية. بدءاً من الايام التي تم اخراج البدو فيها من اراضيهم على أطراف رفح ومرورا باعطاء الامتيازات للمستوطنين على حساب دافعي الضرائب في اسرائيل وانتهاءً بالغلاف المجنون الذي وضعه الجيش الاسرائيلي من اجل الحفاظ على أمن وسلامة 7 آلاف من السكان اليهود في قلب أكثر من مليون فلسطيني في غزة.
لكن بدل التذكير بالاجحاف حصلنا مرة اخرى على العويل «أكلوا مني، شربوا مني»، والاقتلاع والطرد على اعتبار أنهما كارثة وطنية. وكأن الهدف هو مصلحة المجموع، مثل اخلاء البيوت من اجل شق طريق ومصادرة الاراضي من اجل مستودعات المياه.
مرة اخرى يتجول آفي فرحان، أحد المقتلعين، في ستوديوهات التلفاز لكي يقوم بصيانة مطحنة الدموع والاموال ومساعدة الصدمة «أنا لاجئ في بلدي» – إلا اذا حصل على بيت في نفيه يم، ليس لأن هذا عقارا باهظ الثمن، بل بسبب العلاقة العاطفية مع البحر. «سأموت وأُدفن في نفيه يم»، أعلن في التلفاز، كأنه يطلب بيتا في كفار شمرياهو لأن هذا يربطه بالأجواء القروية لغوش قطيف.
دروس الانفصال قبل عقد كانت واضحة: الجيش والدولة انتصرا، والله والحاخامات خسروا. وهذا ما سيحدث في الانفصال القادم. وقد كانت في الطريق بضع امتحانات انتصرت فيها الدولة والمحكمة، وفي بعضها انتصرت الدولة (نفس الدولة) والمستوطنون، بما في ذلك قصص عمونة، حيث هدمت هناك بيوت بنيت على اراضي الدولة، و»ميغرون» التي تم اخلاؤها وأُعيدت الى أصحابها الفلسطينيين.
في الوقت القريب ستُهدم بضعة مباني في بيت ايل، حسب قرار محكمة العدل العليا. صحيح أن منسق اعمال الحكومة في «المناطق» قال: «تلتزم الدولة بقرار المحكمة وهي تستعد لتنفيذه»، لكن الادارة المدنية تبذل جهودها لتعويق التنفيذ وتبييض المباني غير القانونية. ولأن الحديث يدور عن حكومة يمين متطرفة فانه تجري اليوم بضعة اعمال بيروقراطية لافشال قرار محكمة العدل العليا.
رئيس المجلس، شاي ألون، قام بنقل مكتبه الى أحد المباني رغم القرار الاحترازي بعدم السكن فيها، اعضاء الكنيست أورين حزان وبتسلئيل سموتريتش وضعا المازوزة في مكتبيهما اللذين انتقلا الى البيوت المهددة بالهدم (هذان يستطيعان افشال التصويت على الميزانية). وزير الدفاع، بوغي يعلون، ايضا أعاد ديون الانتخابات التمهيدية للمستوطنين (ما زال متعلقا بهم) عندما وافق على توسيع مستوطنة كوخاف هشاحر على اراضي خاصة.
كلفت مستوطنات غوش قطيف دافع الضرائب أكثر من 10 مليارات شيقل. سيف ديموكلاس اليميني هو أن الاموال والفوضى قد تقول للدولة إنها لا تستطيع تنفيذ انفصال آخر. إرث اليسار هو أنه لن تكون هناك اشكالية في تنفيذ الانفصال ب. فالبحر هو البحر واليهود هم اليهود، أما الباقي فهم كلاب تنبح والقافلة تسير.