ضمن مكرمة الملك

أهالي الشهداء.. حُرموا من أبنائهم ومنعتهم المحسوبية من تأدية فريضة الحج

أهالي الشهداء.. حُرموا من أبنائهم ومنعتهم المحسوبية من تأدية فريضة الحج
حجم الخط

ينتظر أهالي شهداء قطاع غزة في كل عام بلهفةٍ وشوق، للحصول على مكرمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لأداء فريضة الحج لهذا العام 2018، إلا أن بعضهم فوجئ بقرار حرمانهم من مكرمة الملك على الرغم من اكتمال إجراءات السفر الخاصة بهم.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء علاء البراوي: إن "العشرات من أهالي الشهداء أغلقوا صباح أمس الأحد، مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى غرب مدينة غزة، ومنعوا موظفيها من الدخول إليها، وذلك رفضاً للتلاعب بأسماء الحجاج المستفيدين من مكرمة الملك سلمان.

وأشار البراوي في حديث خاص بوكالة "خبر"، إلى أنّ هذا الإغلاق يأتي في سياق رفض استبدال بعض أسماء الحجاج لهذا العام، موضحاً أن الوقفة أدت لشباك بالأيدي بين أهالي الشهداء وموظفي المؤسسة، ما استدعى تدخل الشرطة لفض الشجار.

وأكد على أنه لا كرامة وتقرير مصير وحلول للقضية الفلسطينية دون احترام أسر الشهداء، داعياً القيادة والفصائل الفلسطينية إلى حل القضية وإنهاء معاناة العشرات من أسر الشهداء.

وبيّن البراوي، أنّ إصدار التعليمات لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بغزة باستبدال عدد من الأسماء ممن ليس لهم علاقة بالشهداء، لصالح قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، مشيراً إلى أن الأسماء المستبدلة تُقدر بنحو 104 حاج وحاجة من عوائل الشهداء.

وأكد على أن الحراك مستمر حتى حل قضية شهداء عام 2006 وإنصاف حقوقهم، مطالباً الرئيس عباس النظر بإعادة النظر في القضية، ورصد ما حدث في مؤسسة رعاية الشهداء والوقوف على أسباب عدم اعتماد شهداء عام 2014.

من جهته، قال أحد المشاركين في الوقفة هاني شعت، وهو شقيق "الشهيد عادل شعث" الذي استشهد في عام 2006: إن "والديه تم إبلاغهم قبل أسبوع من مؤسسة أهالي الشهداء بدفع رسوم الحج والمقدرة بـ1500 شيقل لكل شخص، وأتموا الإجراءات اللازمة كافة، لكنهم فوجئوا مساء الإثنين بإقصائهم من الحج".

وأعرب شعت خلال حديثه لـ"خبر"، عن رفضه لاستبدال أسماء والديه بآخرين، داعيًا لمحاسبة القائمين على إقصاء أسماء الحجاج هذا العام، ومنع تكرار هذه الحادثة، وأن والديه لن يتخليا عن حقهما بالسفر هذا العام مهما كلفهما ذلك من ثمن.

كما طالب الجهات المسؤولة بإرجاع حق أهالي الشهداء الطبيعي الذي ليس منه من أحد، مشيراً إلى أن الوقفات مستمرة للتأكيد على رفض الجريمة التي طالت أهالي الشهداء.

بدوره، قال نبيل الترابين شقيق الشهيد عياد الترابين الذي استشهد في عام 2006: "إن والدته حزمت أمتعتها خلال الأيام الماضية، وكانت بانتظار وصول رسالة لها بيوم السفر الموعود لحجاج المكرمة إلى الديار الحجازية.

ولفت الترابين، إلى أنه ووالدته ينتظرون منذ 12 عامًا يوم السفر لأداء فريضة الحج، لا سيما وأنهم أُُبلغوا في وقت سابق من مؤسسة أهالي الشهداء بالسماح لهم بالسفر هذا العام، وذلك ضمن المكرمة الملكية لأهالي الشهداء، ووفق ما هو متبع في المؤسسة.

ووصف إقصاءهم من الحج هذا العام بالجريمة التي يتوجب محاسبة القائمين عليها، متسائلًا: "لمصلحة من نُحرم من السفر؟، ولماذا تشطب أسماؤنا وتستبدل بآخرين ليس لهم علاقة بالشهداء؟".  

وفي ذات السياق، قال أحد المشاركين في وقفة: إنه جرى إضافة أسماء أهالي شهداء ممن اُستشهدوا في العام 2014 في حين أن بعض من شهداء عام 2006 لم يتسنى لهم السفر حتى اللحظة.

وتساءل: "لماذا يتم وضع أسماء شهداء حركة حماس الذين اُستشهدوا في العام 2014، ولم يتم إضافة شهداء الأعوام السابقة؟!"، مبيّناً أنّ المتعارف عليه هو العمل على سفر أهالي الشهداء وفقاً لتواريخ الاستشهاد. 

وكان مستشار الرئيس للشؤون الدينية، محمود الهباش، قد قال: إن "الـ103 أسرة الذين تم إضافتهم في كشف مكرمة أهالي الشهداء هم أصحاب تاريخ نضالي ولا مجال للمزايدات عليهم، مؤكداً على أن الأنباء التي تتحدث عن إضافة أربعة من أقاربه ضمن مكرمة أهالي الشهداء غير صحيحة.

ويُذكر أن السعودية تُقدّم في كل عام مكرمة حج لألف من ذوي الشهداء، وتقسّم بالمناصفة بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ويتم اختيار أهالي الشهداء للحج بناء على تاريخ استشهاد أبنائهم.