ليس من السهل أن تُمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده خاصة في قطاع غزة المحاصر منذ 12 عاماً، معاناة الانقسام بين حركتي فتح وحماس والسنوات العجاف التي فقدوا خلالها أبسط مقومات الحياة والصمود داخل الوطن المحتل.
ترقب حذر يسود أوساط المواطنين في غزّة والضفة والقدس، وذلك في ظل الحديث عن جولات تُجريها مصر لإتمام المصالحة الفلسطينية، وإبرام اتفاق تهدئة بين المقاومة وإسرائيل، غيّر أن البعض اعتبرها حُلم يصعب تحقيقه.
ويُخيم الشعور بالإحباط وعدم الثقة على المواطن الفلسطيني، حيث بات لا يُعطي أي اهتمام للحوارات الجارية وذلك في ظل مغادرة وفود الفصائل الفلسطينية إلى العاصمة المصرية القاهرة أمس الثلاثاء، لبحث ملفي المصالحة بين حركتي فتح وحماس، والتهدئة بين غزّة وإسرائيل.
وعلى الرغم من الشعور الفلسطيني بجدية الجانب المصري في فرض تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام خلال أسرع وقتٍ ممكن، إلا أن المواطن الغزّي الذي فقد خلال السنوات الماضية كافة مقومات حياة الإنسان الطبيعي، انعدمت ثقته بطرفي الانقسام نظراً للحوارات السابقة واللقاءات المتكررة التي جرت في مصر وخارجها على مدار سنوات الانقسام.
وكالة "خبر" استطلعت آراء المواطنين بمدينة غزّة، حول المطالب التي ينقلها الشارع للوفود المجتمعة والنتائج المرجوة من اللقاءات، خاصة في ظل الحديث عن توجه وفد من حركة فتح للالتحاق بركب وفود الفصائل المتواجدة في القاهرة.
وعبّر أحد المواطنين عن رغبته في أن يتم إنجاز ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، مؤكداً على أن المصالحة الفلسطينية هي المخرج الوحيد من النفق المظلم الذي تم به القضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من ذلك، أكد على عدم تفاؤله المفرط بما سينتج عن الحوارات المنعقدة في القاهرة، مرجعاً ذلك إلى خيبات الأمل التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار السنوات السابقة، وأن إتمامها يحتاج إلى إرادة حقيقية.
وقال آخر لمراسلة وكالة "خبر": إنه "أصبح مُدرك تماماً بأن ملف المصالحة عبارة عن أكذوبة تُمارس على الشعب الفلسطيني، وذلك بسبب وجود مصالح حزبية عليا أكبر من هموم الشعب الفلسطيني"، محملاً مسؤولية الأوضاع في القطاع بالدرجة الأولى لحركة حماس، ومن ثم حركة فتح، وأخيراً صمت شعبنا على ما يعيشه من ذل وهوان.
وأيضاً شدّد شاب في العشرينات من عمره، على أن ملف المصالحة حلم كبير بالنسبة للشعب الفلسطيني، إلا أنه صعب التحقيق بسبب عدم اكتراث القيادات بعذابات شعبهم.