بقلم: فاخر أحمد شريتح

دولة فلسطينية أم تجميد الاستيطان

فاخر أحمد شريتح
حجم الخط

ماذا يريد أبو مازن محمود عباس التفاوض من أجل دولة فلسطينية أو عدم التفاوض من أجل وقف الاستيطان هل يظن أن الإسرائيليون سيسمحون له بإقامة دولة فلسطينية بجوارهم؟، إنه واهم، هل يدرك أبو مازن ماذا يعني تجميد الاستيطان للدولة الإسرائيلية؟، هل يأمل أبو مازن باتفاقية سلام مع دولة إسرائيل؟. إنه وهم كبير وحلم إبليس في الجنة أن يحقق ما يفكر به.

إن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وان كانت صغيرة ستشكل كابوسا استيراتيجا على دولتهم المصطنعة حسب قول نتنياهو ، وان كانت هذه الدولة موالية لهم لأن احتمالات تغيرها إلى دولة راديكالية كما في غزة تقع تحت السيطرة الأصولية من حزب التحرير الإسلامي أو حماس أو الجهاد الإسلامي، دولة فلسطينية تتحكم في المناطق المرتفعة كجبال نابلس والخليل ورام الله والمرتفعات المطلة على الحدود الإسرائيلية هذا يعني الخطر الكبير على أمن دولة إسرائيل المصطنعة الذي تنطوي عليه إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، دولة تطل على الجدار الواقي وجيش فلسطيني يكون قريب من الدولة الصهيونية، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا على حياتهم، الزعماء الإسرائيليون لا يستهينون من قدرة الشعب الفلسطيني (جيش العماليق) حسب ما تسميهم توراتهم من تهديد أمن دولتهم العاهرة ، جيش يشكل خطرا على دولتهم فالوقت ليس في صالحهم لذلك قاموا بتعجيل وتسريع عملية بناء المستوطنات كحزام يلف المدن والقرى الفلسطينية تحسبا لقيام دولة لهم وحماية لأمن دول اليهود.

فالضفة الغربية في وسط دولة إسرائيل وعلى مشارف حدودها وأي تحرك وهياج أو عصيان للشعب الفلسطيني ستؤثر على الكيان اليهودي وأي انتفاضة فلسطينية مسلحة ستقلب الكيان الإسرائيلي رأسا على عقب وسيؤثر على كيانهم 

فباستطاعة جيش فلسطيني ولو كان صغيرا ومزودا بأسلحة خفيفة ورشاشات أو صواريخ كتف (كاتيوشا) أو أسلحة مصنعة محليا أن يشكل خطرا وتهديدا على المدن الإسرائيلية وعلى المرافق الحيوية للكيان اليهودي، وبدون المستوطنات المزروعة بين المدن الفلسطينية وتقطعها سيكون من الصعب على دولة اليهود إن نقض الفلسطينيون الاتفاقيات أن يستعيدوا السيطرة على المناطق الفلسطينية التي تتمركز على الجبال المرتفعة في الضفة الغربية في فلسطين مثل جبال الخليل وجبال رام الله، مما يوقع الكثير من الضحايا من كلا الجانبين ولهذا لا بد من إقامة المستوطنات حول المدن والقرى الفلسطينية وتأخير إعلان دولة فلسطينية ذات كيان مستقل إلى أبعد وقت. لأن الوقت كما أسلفنا ليس في صالح الدولة اليهودية، خصوصا بعد تحول الكثير من الشعب الفلسطيني إلى الفكر الديني الأصولي كما في قطاع غزة مما سيزيد من خطورة الوضع الاستراتيجي للدولة اليهودية القائمة على الأراضي الفلسطينية ذات التاريخ الإسلامي مما سيجعل الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية نقطة انطلاق للتوسع الإسلامي الراديكالي أو الإسلامي المتطرف حسب زعمهم. 

وهم يدركون ما يسببه ذلك من صعوبة الموقف العدائي لليهود، فهناك الكثير من الحركات والمنظمات العدائية في الوطن العربي، والداعية لزوال دولة العهر الصهيوني كما حزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان والإخوان المسلمين في مصر والأردن والحركات والتنظيمات الفلسطينية في سوريا والتي تنتظر أي انفراج سياسي أو عسكري للتحرك نحو إسرائيل

إن قيام دولة فلسطينية في الضفة سيتأثر بالنظام القائم حاليا في غزة ومن ثم ينتقل إلى دول الجوار ذات التوجه ألإخواني (الإخوان المسلمين) مصر والأردن وهما دولتان مجاورتان لإسرائيل الأمر الذي سيجعل لإيران نقطة ارتكاز للتدخل في المنطقة.

فضرورة بناء المزيد من المستوطنات لتقطيع التواصل بين المناطق الفلسطينية وجعلها غير قابله للحياة بدون الحاجة إلى سماح من الإسرائيليين بالمرور، وإن توقف أو تجميد للمستوطنات يعني دولة فلسطينية غير مكبلة يعني تهديد لأمن دولة إسرائيل الأمر الذي سيؤول إلى نهايتها، إن وجود دولة فلسطينية أيا كانت يلزم إسرائيل عاجلا أم أجلا للدخول في مجابهة مع القوى الإسلامية في الدول المجاورة حتما حسب فهم نتنياهو لقواعد المتغيرات السياسية

لذا قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية يتعارض كليا عند الزعماء الصهاينة مع السعي لتحقيق سلام حقيقي ، ولان وجودها يضمن حالة عدم استقرار ونزاع مستمر  مما يؤدي حتما إلى حرب حتمية مع رجاحة زوال دولة إسرائيل وعدم قيام كيان للفلسطينيين يكون هناك حالة لا سلام ولا حرب ويكون أكثر ضمانا لأمن إسرائيل من وجودها .