كشف تقرير أميركي صدر حديثا، أن المحتوى الرقمي الذي يروج لـ"دعاية إرهابية" لا يزال حاضرا بقوة على موقع "يوتيوب"، بالرغم من حديث المنصة عن بذل جهود مكثفة وإطلاق برنامج لمكافحة التطرف والكراهية.
وأظهر تقرير مؤسسة "مشروع مكافحة الإرهاب"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تسعى إلى تطويق الإرهاب، (أظهر) أن من يرتادون موقع يوتيوب يستطيعون الوصول بسهولة إلى المحتوى المتطرف.
وكانت شركة غوغل المالكة لمنصة يوتيوب، أعلنت العام الماضي برنامج " Redirect Method Pilot Program" لأجل تحويل الأشخاص الذين يبحثون عن محتوى تنظيم "داعش" صوب فيديوهات أخرى تناهض التطرف، وتنبه إلى مخاطره.
وقام المركز ما بين الثاني والثالث من أغسطس الجاري، بدراسة 649 مقطع فيديو على صلة بخطاب التطرف عن طريق استخدام كلمات شائعة في خطاب الإرهاب. ووجدت الدراسة تراجعا لمقاطع الفيديو التي تناوئ التطرف، مما يعني أن استراتيجية "غوغل" لم تحقق نجاحا، على اعتبار أن المشكلة لا تزال قائمة.
وبحسب التقرير فإن 5.5 بالمئة من الفيديوهات (36 مقطعا) التي أخضعت للدراسة تعرض دعاية إرهابية وتمجد التطرف والإرهاب العنيف.
وأوضح التقرير أن 18 مقطعا من أصل الفيديوهات الستة والثلاثين تقدم محتوى عنيفا بشكل لا غبار عليه، تعرض مشاهد دامية.
وفي المقابل، لم يجد الباحثون محتوى مضادا للدعاية الإرهابية إلا في 9 مقاطع، أي في 1.4 في المئة فقط من الفيديوهات التي شملتها الدراسة.
وتبعا لذلك، فإن مستخدم يوتيوب الذي يبحث عن محتوى إرهابي، أكثر عرضة لتلقي هذا المحتوى، بواقع أربع مرات مقارنة باحتمال عرض محتوى مناوئ للتطرف.
ويرى التقرير أن على "غوغل" أن تقوم بأشياء ملموسة لأجل مكافحة الإرهاب مثل الاستعانة بالمزيد من الموارد البشرية، فضلا عن تعزيز التقنيات الحالية التي تتيح رصد المحتوى الإرهابي باستمرار لأجل حذفه.
وتواجه شركات التقنية الكبرى اتهامات بالتهاون في محاربة الإرهاب، بينما تقول منصات التواصل الاجتماعي إنها تطور تقنيات من الذكاء الصناعي لأجل التصدي على نحو أفضل للمعضلة، على اعتبار أن ضبط مليارات المستخدمين يصطدم بالكثير من التعقيدات.