رياضيو غزة ورصاص الاحتلال.. أطراف ممزقة وأحلام عاجزة

58027.jpg
حجم الخط

"حياتي توقفت تماما".. بهذه الكلمات يروي ثلاثة رياضيين من غزة كيف تحطمت أحلامهم برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضت أطرافهم السفلى لإصابات تحد من قدرتهم على الحركة.

 

فعندما كان رائد جاد الله (26 عاما) يمتطي مزلاجه ليركب البحر، تمكن من تجاوز جميع القيود التي فرضت على حياته لكونه يقطن في قطاع غزة المحاصر.

 

يقول جاد الله "عندما كنت أركب البحر، كنت أنسى كل شيء"، مضيفا أن الأمر أشبه بوجودك في مدينة أخرى حيث لا توجد حرب أو حصار، وكل ما تفكر فيه هو كيف تمتطي الموجة التالية".

 

لكن شغف جاد الله بركوب البحر توقف يوم 6 أبريل/نيسان الماضي عندما تعرض لإطلاق نار من قبل قناص إسرائيلي، رغم تأكيده أنه لم يكن يشارك في مسيرات العودة التي انطلقت يوم 30 مارس/آذار الماضي.

 

ويؤكد جاد الله في حديثه لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن القناص كان يدرك "أنني كنت أقف بشكل مسالم، ولم أكن حتى أحمل حجرا في يدي"، مضيفا أن القناصين الإسرائيليين كانوا يستهدفون الأطراف السفلى للمشاركين في المسيرات لحرمانهم من القدرة على السير مجددا.

 

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أشرف القدرة، فإن نحو 18 ألف فلسطيني أصيبوا منذ بداية المسيرات، أكثر من خمسة آلاف منهم أصيبوا في أطرافهم السفلى، وبينهم رياضيون أصبحوا يعانون من عجز دائم وعلى مدى بعيد.

 

وفي هذا السياق أكدت منظمات حقوقية -منها منظمة العفو الدولية- أن إسرائيل تنفذ سياسة الاستهداف المتعمد للمتظاهرين بالرصاص الحي واستخدام قوة مفرطة ضدهم.

 

منعطف

بدأ جاد الله رياضة ركوب البحر عندما كان عمره عشر سنوات، وقال إن هذه اللعبة لم تكن مجرد هواية بقدر ما هي سبب تدفعه للنهوض باكرا في الصباح. وكان يمارس التمارين للمشاركة في البطولة الدولية العام المقبل، لكنه بعدما أصيب برصاصة في فخذه بدأ يعتقد أنه لن يعود إلى هذه اللعبة مجددا.

 

ويضيف "حياتي توقفت تماما.. كنت أنتظر خلال الأشهر الخمسة الماضية السفر للعلاج، لكنّ هناك أعدادا كبيرة من الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تصريح خروج".

 

جاد الله -الذي عمل في أعمال البناء والصيد- كان يتولى مسؤولية عائلته المكونة من 13 شخصا، بعدما استشهد شقيقه الأصغر (15 عاما) عام 2001 في الانتفاضة الثانية، وإصابة شقيقه الأكبر (32 عاما) عام 2006 والتزامه الكرسي منذ ذلك الحين.

 

أما أحمد أبو مراحل (21 عاما) الذي أصيب ثلاث مرات خلال مسيرات العودة، فكان يحلم بأن يصبح ملاكما محترفا قبل أن يصاب.

 

وأبو مراحل الذي بدأ الملاكمة في الـ16 من عمره، عشق هذه الرياضة بينما كان يسير قرب نادي الملاكمة في المنطقة المجاورة لسكنه، حيث كانت تعقد بطولة محلية.

 

وكان يفترض أن يشارك في بطولة الشباب العربي للملاكمة في مارس/آذار 2017، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب إغلاق معبر رفح.

 

ولم يكن عبد الحميد فياض (25 عاما) بأحسن حظا ممن سبقاه، فقبل أن يصاب يوم 14 أبريل/نيسان الماضي، كان يحلم بتمثيل فلسطين في بطولة العالم لكرة الطائرة للرجال.

 

يقول فياض "لا أعتقد أنني سأستطيع يوما لعب كرة الطائرة مجددا، فرصاصة واحدة كانت كافية لتحويل الحلم إلى كابوس".