لا ينحصر الفقر بزمنٍ أو مكان معيّنين، فكل الأزمنة والأماكن مُعرّضةٌ لحدوث كوارث إنسانية، أو وجود بقع مهمشة ولا يهتم بها أحد، وذلك بسبب عدة عوامل لعلَّ أبرزها هو اندلاع الحروب، والانفجار السكانيّ.
ويُعتبر الفقر الشديد أو المدقع في بعض مناطق العالم سبباً رئيسياً في انتشار الأمراض، ما يؤدي إلى موتهم أحياناً، جراء عدم معرفة المجتمعات المحيطة بالبقع الصغيرة التي يتواجد بها أناس لا يحلمون إلا بحياةٍ بسطية وكريمة.
فقر غير عادي
في منطقة "أبو مصطفى" شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزّة، المنعزلة عن المجتمع الفلسطيني يقطن بها ما يُقدر بـ"7000" نسمة داخلها جميعهم من الفقراء، وممن لا يقدرون على توفير قوت يومهم.
مراسل وكالة "خبر"، تجول داخل المنطقة لمعرفة أوضاع سكانها عن قرب والحديث معهم حول كيفية أداء حياتهم اليومية، والظروف التي أدت إلى انتشار هذا الكم الكبير من الفقر وعدم الانخراط بالمجتمع، حيث أكد سكان المنطقة الذين أنه الفقر ملامح وجوههم، على أن البقعة الصغيرة التي يعتاشون بداخلها لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة.
"حاجة" مُسنة تقطن هذه المنطقة، أشارت بيدها إلى "فرن" متهالك يقوموا بصناعة الطعام من خلاله، مؤكدةً على أن الحياة التي يعشونها بداخل هذه المنطقة لا تصلح للعيش البشري.
أما السيدة الثلاثينية التي أرهق الفقر ملامح وجهها، وطلبت إخفاء ملامح وجهها خجلاً وعفةً من طلب المساعدة، قالت: إن "المنطقة التي نعيش بها في فصل الشتاء تًصبح مغمورة بالمياه، ولا نستطيع أن نعيش بداخل منازلنا، كما أنّ فصل الصيف لا يختلف كثيراً وذلك بسبب انعدام التهوية أو المتنفس لمنزلهم".
حياة أقل من بسيطة، هي التي يعيشها سكان هذه المنطقة، فلا يتوفر بها "عيادة صحية، أو خدمات حياتية، أو شوارع مرصوفة، أو أدنى مقومات الحياة" لأناس لا يحلموا سوى بعيشٍ كريم.
أحلام بسيطة
تطلعاتهم البرئية لا تتعدى، حياة كريمة يتوفر بها المأكل والملبس والخدمات التعليمية والصحية، حيث رصدت عدسة وكالة "خبر"، هذه المنطقة المنكوبة بأقل ما يمكن وصفها، لإعلاء صوتهم للجهات المسؤولة والجمعيات الخيرية سواء المحلية أو الدولية، من أجل الإطلاع على أوضاعهم عن قرب دون وسيط.
ناشدوا الجهات المسؤولة وكل قلب حي وجمعيات الخير، بالعمل على تقديم المساعدة لهم وتوفير أبسط مقومات الحياة والاهتمام بأطفالهم من خلال توفير ما يُمكنهم من مواصلة حياتهم أسوةً ببقية البشر.
يُذكر أن الاحصاء الفلسطيني كشف بأن نسبة الفقر في قطاع غزّة وصلت إلى حوالي 53.0% أي ما يُقدر بنصف سكانه، فيما وصلت نسبة الفقر المدقع في القطاع بحسب المسح إلى 33.8%.