قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إن نشاطات "إسرائيل" الاستيطانية تتنقل بين المحافظات في الضفة الغربية المحتلة وتكاد تغطيها جميعًا دون استثناء وبوتائر متسارعة، في ظل قبول وتشجيع أمريكي لهذه النشاطات الاستيطانية وغياب المحاسبة الدولية.
وأوضح المكتب في تقريره الأسبوعي اليوم السبت، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، والتي ترقى إلى جرائم حرب، من خلال عمليات الهدم والتهجير وشرعنة الاستيطان والبؤر الاستيطانية ومصادرة أراضي الفلسطينيين دون توقف.
وأشار إلى أن آخر هذه النشاطات كانت محطتها في محافظة الخليل بعد إعلان "اللجنة الفرعية للاستيطان” التابعة لما يسمى “الإدارة المدنية” عن مخطط يستهدف توسيع مستوطنة “تينا” ببناء (135) وحدة استيطانية جديدة على (260) دونمًا من أراضي المواطنين المصادرة في بلدة الظاهرية.
ويهدف المخطط إلى تغيير طبيعة استخدام الأراضي من أراض زراعية إلى مناطق للمباني الاستيطانية، وإقامة مبان ومناطق مفتوحة وشوارع ومواقف للمركبات.
والى جانب ذلك، أقرت حكومة الاحتلال بناء 300 وحدة استيطانية شمال شرقي رام الله، إضافة إلى 310 وحدات أخرى في القدس المحتلة، حيث بدأت سلطات الاحتلال بتجريف أراضٍ فلسطينية قرب مستوطنة “بيت إيل” شمال شرقي رام الله تمهيدًا لبناء 300 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة.
فيما تناقش ما يسمى "لجنة التخطيط والبناء في منطقة القدس المحتلة"، مخططين استيطانيين في الأحياء الشرقية من القدس، أحدهما تهويدي يستهدف زقاقًا بحي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة، لأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967.
ويتضمن المخططان بناء 15 وحدة استيطانية في حي الشيخ جراح وسط القدس، و75 وحدة استيطانية في بيت حنينا شمالي المدينة، و220 في مستوطنة “نوف زيون” جنوبي المدينة.
يشار إلى أن معظم المنازل المهددة بالمصادرة في حي الشيخ جراح أملاك وقفية وضع الاحتلال يده عليها، وصادرها لمصلحة ما يعرف بـ "حارس أملاك الغائبين”، ثم نقل ملكيتها لما يعرف بـ "القيّم العام” الذي نقل ملكيتها إلى عائلات يهودية.
وبحسب تقرير المكتب الوطني، فقد صادقت سلطات الاحتلال على توصية مجلس المستوطنات بالاعتراف ببؤرة “جفعات سلعيت” والتي أنشئت في العام 2001، كمستوطنة رسمية بعد أن كانت على مدار أكثر من 17 عامًا بؤرة غير قانونية في الأغوار الشمالية، وهذا القرار يعني مصادرة نحو ألفي دونم من أراضي المواطنين.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال شرعت بتحويل معسكر للجيش "روش هبكعا”، المقام على أراضي بملكية خاصة للفلسطينيين إلى بؤرة استيطانية لاستيعاب 30 عائلة يهودية، فيما تواصل الجمعيات الاستيطانية شق طريق يربط بؤر استيطانية بالشارع الرئيس للأغوار.
وذكر أن عددًا من مستوطني مستوطنة “افرات” استولوا بعد عدة أشهر من إخلائهم بقرار من المحكمة العليا الاسرائيلية على “خلة النحلة” وهي تلة جبلية تقابل قرية ارطاس جنوب بيت لحم، وتبلغ مساحتها نحو 400 دونم، وأقاموا بؤرة استيطانية تضم عددًا من المنازل المتنقلة، ورفعوا العلم الإسرائيلي عليها.
وفي مدينة القدس، تعتزم بلدية الاحتلال ووزارة المواصلات إيداع مخطط لدى “لجنة البنى التحتية الوطنية” الإسرائيلية لإقامة “تلفريك” للمصادقة النهائية عليه، وتدفع هذه الجهات الإسرائيلية بتشجيع من المستوطنين المخطط منذ عدة سنوات، من خلال ما يسمى "سلطة تطوير القدس" أيضًا.
وكذلك أبرمت بلدية الاحتلال بالقدس اتفاقًا مع ما يسمى "سلطة دائرة أراضي إسرائيل" يتم بموجبة بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة.
وحسب الاتفاق، سيتم بناء أحياء استيطانية جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، إلى جانب إقامة مناطق صناعية لتوفير فرص العمل، وكذلك مناطق سياحية وفنادق ضمن مخطط “القدس الكبرى”.