تُعاني مشافي قطاع غزة بشكلٍ عام وخاصة مجمع الشفاء الطبي، من أزمة خانقة نتيجة شح كميات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر، ما يؤثر سلبًا على حياة المرضى داخل الأقسام المختلفة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة: "في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وما يستهدفه من تقويض لمنظومة الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، لا سيما في أبسط خدماته الصحية نجد أن المريض الفلسطيني هو الجهة الأكثر تأثرًا إزاء ذلك".
وأضاف القدرة لوكالة "خبر"، أنه "نحتاج لـ 450 ألف لتر من السولار لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفياتنا شهرياً، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 16 ساعة يومياً".
تحذيرات ومناشدات
بدوره، حذر رئيس قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي د. ناصر بليل، من انقطاع التيار الكهربائي داخل العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة "الخدج"، بحيث يحتاجون لتنفس صناعي وأدوية مكثفة بشكل مستمر، نتيجة ولادتهم قبل اكتمال النمو بـ 37 أسبوعًا من الحمل.
وناشد رئيس قسم الحضانة، جميع الجهات المعنية والمختصة بتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية لضمان استمرارية العمل داخل القسم حتى لا تكون النتيجة، وفاة أي أحد من الأطفال اللذين يخضعون للرعاية الصحية.
من جهته، قال الحكيم في قسم الكلى الصناعية بمجمع الشفاء: "إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام عن القسم يؤثر على طبيعة عملنا فنجد الأجهزة الطيبة قد تتعرض لعطل علمًا بأن سعر الواحد قد يصل إلى 20 ألف دولار".
وأضاف: "يؤثر ذلك سلبًا على المرضى ذاتهم فبمجرد انقطاع الكهرباء، لا يأخذون الكم الكافي من الوقت المحدد لعلاجهم فمثلا يغسلون الكلى لمدة ساعتين بدلا من أربعة في كل جلسة".
في ذات السياق، قال المواطن رامي أبو معوض: "أزمة الكهرباء المتفاقمة تؤثر على مرضى الكلى بشكل خاص، فتوقف الكهرباء يعني توقف أجهزة الغسيل ما يؤثر سلبًا على بعض الحالات الحرجة".
وطالب وزارة الصحة بتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وتنحية المرضى جانبًا عن الخلافات السياسية حتى لا يدفعون الثمن غاليًا ويلقون حتفهم بفعل الصراعات السياسية.
ويعاني قطاع غزة من الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عامًا على التوالي، ما يُعرض حياة الكثيرين للخطر نتيجة فقدان أبسط مقومات الحياة.