شيّعت جماهير غفيرة، ظهر اليوم السبت، جثامين سبعة شهداء بينهم طفلان، ارتقوا خلال مواجهات اندلعت أمس الجمعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي لقطاع غزّة، ضمن فعاليات الجمعة الـ"28" من مسيرات العودة الكبرى والتي حملت اسم "انتفاضة الأقصى".
وانطلقت مواكب التشييع من أمام مستشفيات قطاع غزّة، إلى منازل ذويهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة من قبل الأهل والمحبين، ثم تأدية صلاة الجنازة على جثامينهم الطاهرة، وأخيراً مواراتهم الثرى في مقابر الشهداء.
وشارك في التشييع آلاف الجماهير في مدينة غزة، التي شيّعت أربعة شهداء، ومخيم البريج وسط قطاع غزة، الذي شيّع شهيدين، ومدينة خان يونس جنوب القطاع، التي شيّعت الطفل ناصر مصبح، الذي لم يتجاوز الاثنا عشر عاماً، وسط حالة من الحزن والغضب والتنديد بمجزرة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة ضد المدنيين العزل والأطفال.
واُستشهد أمس الجمعة سبعة مواطنين بينهم طفلان، وأصيب 506 آخرين بجراحٍ مختلفة، جراء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في فعاليات جمعة "انتفاضة الأقصى" على حدود قطاع غزّة الشرقية.
والشهداء هم: محمد نايف الحوم (14 عامًا)، وإياد خليل الشاعر (20 عامًا)، ومحمد وليد هنية (24 عامًا)، ومحمد بسام شخصة (24 عامًا)، وناصر عزمي مصبح (12 عامًا)، ومحمد علي إنشاصي (18 عامًا)، ومحمد اشرف العواودة (26 عامًا).
لن تذهب هدراً
بدوره، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر: إن "الاحتلال سيندم على قتله الأبرياء خلال مشاركتهم في مسيرة العودة، التي ستبقى مستمرة ومتصاعدة حتى فك الحصار والتحرير، ولن تستطيع أي جهة أن توقف حق المواطنين في التعبير عن حقهم ووقف مسيرتهم".
وأضاف بحر، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أنّ "اعتداءات الاحتلال بغازات سامة وإطلاق نار حي ومتفجر على المشاركين في مسيرات العودة يعتبر انتهاكًا لحقوق الانسان يرتقي لجرائم حرب دولية يجب التحقيق فيها".
وتستمر فعاليات مسيرات العودة الكبرى للأسبوع الحادي عشر على التوالي، إحياءًا لذكرى يوم الأرض الفلسطيني عبر مسيرات تنطلق على كافة الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي بدأت في ذكرى يوم الأرض الموافق 3/30 من كل عام.
وتتخذ الاحتجاجات الطابع السلمي ويتخللها مواجهات يومية على الخط العازل وحرق إطارات السيارات وإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال، التي ترد بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع