لماذا يحبون عبد الناصر؟

thumbgen (7).jpg
حجم الخط

 

ليس هذا حديثا عن سيرة جمال عبد الناصر بمناسبة الذكرى 48 لرحيله وإنما هو محاولة للتعرف على سر استمرار تعلق المصريين والعرب حتى اليوم بصورة البطل الذى أبهرهم بقدرته الفذة على التأثير فى الأحداث، وتوجيه تطوراتها دون تهيب للمخاطر.

إن بقاء صورة البطل فى عيون الناس يرجع إلى صدق إدراكهم بأنه دخل كل المعارك وخاض كل الحروب من أجلهم ودفاعا عن أمانيهم وحقوقهم المشروعة وواجه بكل بسالة وبكل جرأة وبكل شجاعة سلسلة من المحاولات الفاشلة لاغتياله بعد أن عجزت حروب الحصار والعقوبات ومعارك الدم والنار فى زحزحته قيد أنملة عن التمسك بالمبادئ والرايات التى رفعها انتصارا للاستقلال والسيادة الوطنية والحق المشروع فى التنمية والعدالة الاجتماعية.

لقد بقى عبد الناصر حتى اليوم بطلا فى نظر المصريين والعرب ليس لأنه صنع معجزات فقد أخطأ وأصاب كما يخطيء البشر ولكن لأنه استطاع أن يلامس الأحلام المشروعة فى التطلع إلى المستقبل ومتطلباته البناءة بعيدا عن هواجس الماضى ومخاوفه اللعينة.

وكلما مرت السنون يزداد اليقين حتى لدى خصومه وكارهيه بأنه فى كل ما ذهب إليه من قرارات وإجراءات لم يكن حالما بمجد شخصى يسجله له التاريخ فيما بعد لأنه رأى فى حياته ما لم يره زعيم عربى من قبل فى صورة عشرات الملايين الذين منحوه من الحب ما لم يخطر على خياله أو خيال أحد من المؤرخين.

البطل فى نظر الناس يكتسب صفة البقاء والخلود فى الضمائر والنفوس مهما طال وامتد زمن الرحيل من رسوخ اليقين بأن البطل لا يفقد إصراره ولا يفقد قدرته ولعل ما جرى بعد نكسة يونيو 1967 يساعد على فك اللغز فى شخصية البطل الذى رد على رفض الجماهير لقرار التنحى بالعبارة الأثيرة: «إن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة» وفى ذلك معنى القدرة ومعنى الإصرار فكانت حرب الاستنزاف التى فتحت أبواب الطريق لانتصار أكتوبر 1973.

خير الكلام:

<< حلمنا منذ أجيال به ولم يكن للكل ملتجأ سواه!

عن الأهرام