كشفت دراسة حديثة، وجود علاقة بين أسعار الذهب ووفيات الإناث في الهند، خلال مراحل عمرية مبكرة، وذلك لسبب غريب.
وتوصل باحثون إلى أنه عندما يزداد سعر الذهب العالمي، فإنه من المحتمل أن يتم إجهاض الإناث أو قتلهن في الشهر الأول من العمر، أو تعرضهن لمشكلات خطيرة في النمو.
وحللت الدراسة بيانات خاصة بمعدلات الولادة على مدار 35 سنة، إلى جانب التغيرات الشهرية في أسعار الذهب، وهو عنصر أساسي في المهور التي تدفعها عائلة العروس في الهند.
ووجدت أنه في الأشهر التي ارتفع فيها سعر الذهب، نجا عدد أقل من الفتيات في الشهر الأول من العمر، حسب ما ذكر موقع "غارديان" البريطاني.
وكان الأبوان يستجيبان لارتفاع تكلفة المهور من خلال الحد من فرص بقاء الطفلة على قيد الحياة، وفقا للبحوث التي خلصت أيضا إلى أن المهور هي عامل أساسي في التفاوت بين أعداد الذكور والإناث في البلاد.
وقد وجدت الدراسة التي شملت أكثر من 100 ألف ولادة، أن أسعار الذهب المرتفعة، مرتبطة بتحسين فرص البقاء للبنين بصورة أكبر من الإناث.
وتظهر أرقام التعداد لعام 2011 نسبة متفاوتة بين الجنسين، إذ توجد 914 فتاة لكل ألف صبي بالنسبة للأطفال حتى سن السادسة، وفي بعض الولايات الشمالية انخفضت النسبة إلى ما دون 850.
وبين عامي 1972 و1985، تشير التقديرات إلى أن زيادة بنسبة 1 بالمئة في أسعار الذهب تسببت في 13 ألف حالة وفاة بين حديثي الولادة من الإناث في كل عام. ويستند هذا التقدير إلى بيانات من عام 1980 عندما كان هناك نحو 30 مليون ولادة في الهند.
وقالت أستاذة الاقتصاد بجامعة إسيكس، التي أجرت الدراسة، سونيا بهالوترا، إن أنماط السلوك بدت وكأنها تغيرت بعد عام 1985، عندما أصبحت الأشعة فوق الصوتية التي تظهر جنس الجنين، متاحة على نطاق واسع.
وأضافت أن الكثير من الآباء والأمهات "قضين" على الإناث بعد الولادة مباشرة قبل عام 1985، ثم أصبح الإجهاض منتشرا بعد عام 1985، عندما أصبح بالإمكان التعرف على جنس الجنين.
وتعتبر الاختبارات لتحديد جنس الجنين غير قانونية في الهند، ولكن من الشائع أن تدفع العائلات مبالغ مالية للأطباء مقابل هذه الخدمة.
يذكر أن المهور غير قانونية في الهند منذ عام 1961، إلا أنها لا تزال واسعة الانتشار، حيث تضع عبئا ماليا كبيرا على الأسر.
وفي جميع أنحاء جنوب آسيا، يمكن أن يصل المهر إلى نحو 6 أضعاف متوسط دخل الأسرة السنوي.
ووفقا لمكتب سجلات الجرائم الوطنية، توفيت 6346 امرأة في عام 2015، أي بمعدل 20 امرأة يوميا، بسبب مشكلات تتعلق بالمهور، وهذا يشمل نساء تعرضن إما للقتل، أو أقدمن على الانتحار.