بالفيديو: بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ يا شادي؟!

بالفيديو: بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ يا شادي؟!
حجم الخط

قبل أن تسكن القصة، وتمحو الذاكرة المزدحمة أحداث تلك الجمعة العصيبة، جمعة "المقاومة خيارنا" التي شهدتها كافة حدود قطاع غزّة بمسيرة سلمية ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى، والتي كان ضحيتها أصغر شهيد من شهداء العودة، وهو الطفل شادي عبد العزيز عبد العال، البالغ من العمر 12 عاماً.

شادي الطفل الذي استشهد بهذه الجمعة، أثناء مشاركته في مسيرات العودة، على الحدود الشرقية قرب موقع أبو صفية، شرق مخيم جباليا، ليبقى ساعاتٍ في ثلاجة الموتى "شهيدٌ مجهول" حتى تعرَّف عليه أبيه بمحض قدرٍ غريب، وإحساس أبوي

فاللحظة التي كان يتبادل المتواجدون بمستشفى "الإندونيسي" صورة الشهيد المجهول، كان "أبو شادي" يقف على مقربةٍ منهم، ينتظر انتهاء الأطباء من إخاطة جرح طفله "هاني".

اعتراه الفضول والصورة تمرَّر أمام ناظره، ليذهب بنفسه ويتعرف على هذا الشهيد، برفعه الغطاء عن وجه الشهيد، كان صوتٌ يعلو في المكان، إنه ابني، إنه شادي.

الطفل المحبوب

"كل حياتي كان" بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد الطفل، سرد تفاصيل حياة نجلها الذي لم ترأف به رصاصات الاحتلال الغادرة، لترديه شهيداً وتبقى كلمات الأم شاهداً على الجرائم الإسرائيلية البشعة.

قالت لوكالة "خبر": إن "شادي كان يرافقني في كل الأماكن، ويسعى لأن يُرضيني بأي شكلٍ كان"، مُشيرةً إلى أن شقيقه يسأل عنه صباح مساء، حيث حاول أنّ يُرسل لشادي رسالة بوضعها في قبره.

فيما يفتقد أطفال الحي صديقهم "شادي" أثناء لهوهم في شوارع الحي الذي يقطنه، وقال أحدهم: "فقدناه وأصبحنا نلهو بدونه، وكان منذ ساعات الصبح ينادينا لتنظيف الشارع".

وتبقى هذه الكلمات شاهداً على الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" يومياً بحق أطفال وزهرات وشيوخ ونساء الشعب الفلسطيني، متنكرةً بذلك لكافة القوانين الدولية التي تمنع استخدام العنف بحق المواطنين العزل خاصة القاصرين.