نقلت مصادر صحفية عبرية، عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يخشى من أن تشكّل عملية الأمس في مستوطنة "أريئيل"، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، "إلهامًا للشبان في الضفة الغربية لتكرارها".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح اليوم الاثنين، إلى أن منفذ عملية الأمس لا نشاط سابقًا له في ارتكاب العمليات الأمنية، مثله مثل منفذَي عمليتي مستوطنتي "إيتمار" و"حلاميش"، في وقت سابق من هذا العام، وأن مواصفات ما سمته الصحيفة "المهاجم الفرد" تنطبق عليه.
أمّا مواصفات "المهاجم الفرد"، وفقًا لـ"يديعوت أحرونوت"، فهي: عدم الانتماء لأي تنظيم، لا ماضي أمنيًا أو إجراميًا للمنفذ، امتلاكه تصريحًا إسرائيليًا للعمل، بالإضافة إلى عمله بشكل منتظم.
إلا أن المختلف بين هذه العملية وبين العمليتين السابقتين هو "مهنيّة المنفذّ، ما يزيد الترجيحات بأنه تلقى توجيهات"، وفقًا للصحيفة التي سردت ما حدث داخل المصنع، إذ دخل المنفذ إلى المصنع صباحا وهو يحمل سلاحه دون أي تكشفه البوابة الحديديّة عند مدخل المنطقة الصناعية، علمًا بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفحص إن ساعده أحد في تهريب السلاح إلى ما بعد البوابة الحديديّة.
وادّعت الصحيفة، أن المنفذ حاول أخذ سكرتيرة المصنع رهينةً، بالنظر إلى وضع الإسار في يديها مع دخوله المصنع، "ورغم القسوة التي اتسمت بها العملية، إلا أنها ربما كانت ستنتهي بشكل أسوأ بكثير" (لو أخذ السكرتيرة رهينةً).
ورجّحت الصحيفة أن تنتهي المطاردة التي ينفذها جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) في الضفة الغربية للعثور على المنفذ باغتياله، ما تطلّب استدعاءً لـ"قوات مدربة بشكل جيّد"، دون استبعاد أن يقوم منفذ العملية "بعد إدراكه أن سيقتل" بتسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي ستسلمه، بدورها إلى الاحتلال.
وأضافت، أن أجهزة الاحتلال الأمنية ستركز بالرد على عملية إطلاق النار بملاحقة أهل المنفذ والدائرة المقربة منه، بمعزل عن 8000 عامل فلسطيني يعملون في المنطقة الصناعية في المجمع الاستيطاني "بركان"، أو 100 ألف عامل فلسطيني حصلوا على تصاريح عمل في مناطق الـ48.
وتابعت الصحيفة، أن الشاباك يرى أن الإجراءات التي تُتخذ ضد العمال الفلسطينيين بشكل عام، قد تقوض الجهود في منع العمليات الفردية في مناطق الضفة، التي يتم التوصل إليها بفضل التنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية، على اعتبار أن العقاب الجماعي غير فعال في ردع منفذي العمليات الفردية، وقد يؤدي إلى تعزيز قوة حماس ويخلق شعورًا لدى أهالي الضفة يدفعهم نحو خيار المقاومة المسلحة.