اختتام مهرجان سيرك فلسطين

1.PNG
حجم الخط

 اختتم مساء يوم السبت مهرجان سيرك فلسطين في نسخته الثانية الذي حمل شعار "متحدون للحرية"، بعرض ختامي مثير لفرقة بارلي من المملكة المتحدة بعنوان "برومانس"، في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في مدينة القدس المحتلة؛ في عرض سخر أدوات السيرك المختلفة ليعرض علاقة الأصدقاء بشكل كوميدي، وبانسيابية تحول التنمر إلى دعم وحب، والتحديات إلى حركات بهلوانية، فيما تحولت مشاعر الخوف إلى ثبات.

 

ويأتي اختتام المهرجان بعد 9 أيام من العروض المحلية والدولية، وبمجموع 30 عرضاً توزعت في مواقع عديدة؛ من القدس، ورام الله والبيرة، ونابلس، والخليل، وبيت لحم، وجنين، وطولكرم، وبيرزيت، وغزة،ومخيمات اللاجئين، وعمان.

 

وتوزعت عروض المهرجان لهذا العام مستهدفة تجمعات سكانية متنوعة في المدن والمخيمات وتجمعات بدوية، تنقلت خلالها في الشوارع، والميادين والحدائق العامة، والمراكز والمسارح الثقافية.

 

ووفقاً للمنظمين، فإن مجموع عدد الحضور في 30 عرضا فاق 24 ألف شخص، استهدفت خلالها شرائح منوعة من المجتمع المحلي من العائلات والأطفال والشباب، فيما تميزت العروض بتفاعل الجمهور الإيجابي مع فنون السيرك والإعجاب بالعروض الإبداعية للفرق المحلية والدولية المشاركة.

 

إلى ذلك، عبرت الفرق المحلية المشاركة عن إرتياحها لحجم المشاركة وخصوصاً تفاعل الجمهور الذي أفصح في أحيان عديدة عن رغبته بتنفيذ المزيد من العروض، ليشكل لها هذا التقدير حافزاً لمزيد من العطاء والإبداع في تقديم عروضها لإيصال رسالتها الإنسانية والوطنية وإمتاع الجمهور في العروض والمهرجانات القادمة.

 

فيما عبرت الفرق الدولية عن سعادتها بزيارة فلسطين ومشاركتها في هذا الحدث الذي شهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور الفلسطيني، معبرين عن رغبتهم في تكرار هذه التجربة وتقديم المزيد من العروض الإحترافية في المستقبل القريب.

 

وفي سياق متصل، عبر محمد رباح المدير التنفيذي لمدرسة سيرك فلسطين عن إرتياحه لحجم المشاركة والتفاعل مع العروض التي تمت رغم بعض العراقيل التي أعاقت بعض العروض هنا وهناك، مضيفاً بأننا سعيدون لمساهمتنا في رسم البسمة على وجوه الشباب والأطفال وعائلاتهم والتي شكلت متنفسا ترفيهياً ومساحة للفرح رغم الضغوطات التي يعانيها شعبنا الفلسطيني.

 

وأضاف أن بعض العروض تمت بأسعار رمزية بينما كان معظمها مجانيا، وهو ما أتاح لفئات عديدة من المجتمع المحلي للاستمتاع بفنون السيرك مع عائلاتهم، مؤكداً بأن ما لمسناه من ردود وإنطباعات إيجابية تدفعنا لمزيد من العمل ولنطور من إبداعاتنا، مؤكداً" أننا من هذه اللحظة، مدعومون بالروح الإيجابية، بدأنا بالإستعداد والتحضير لعقد النسخة الثالثة من المهرجان والتي ستعقد في أيلول من العام 2020، بالتوازي مع فعاليات "بيت لحم عاصمة الثقافة العربية".

 

يُشار إلى تنظيم المهرجان تم بمبادرة من مدرسة سيرك فلسطين بالشراكة مع مدرسة سيرك نابلس، وبدعم من الإتحاد الأوروبي، والقنصلية السويدية العامة بالقدس، ومؤسسة "دروسوس" السويسرية، ورعاية رئيسية من "جوال"، وإعلامية من شبكة راية الإذاعية، وإعلانية من شركة سكاي للدعاية والإعلان والعلاقات العامة وإدارة الحدث، ورعاية من البنك الوطني ومجموعة عنبتاوي، إلى جانب عديد الشركاء المحليين والدوليين.

وهدف المهرجان إلى تقوية الإمكانات الإبداعية والإجتماعية والجسدية للفلسطينيين وتوحيد الطاقات مع المجموعات الدولية تحت مظلة فنون السيرك، لدمجهم وتمكينهم من أن يصبحوا أعضاءً فاعلين في المجتمع، وإبراز الهوية والثقافة الفلسطينية؛ لرفع الوعي محلياً ودولياً حول الإمكانات الإيجابية للفلسطينيين والتحديات المختلفة التي تواجههم.

 

وتكمن أهمية المهرجان في احتضانه لتنوع المجتمع الفلسطيني، إلى جانب نشره روايته، وحفاظه على الثقافة، ورفع الوعي بدور السيرك الوطني والاجتماعي والمعنوي ونقل رسالة الحرية من فلسطين إلى العالم. 

كما يعتبر المهرجان جزءا من دعم الاتحاد الأوروبي للنشاطات الثقافية في فلسطين التي تعنى بتعزيز قيم التعددية والوحدة، وبناء علاقات ثقافية مع المجتمعات الأوروبية مبنية على الاحترام المتبادل والحوار من خلال فنون السيرك.

 

ومثل المهرجان متنفساً ترفيهياً فريداً لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني، وهو ما عبرت عنه إنطباعات الحضور في كل عرض، حيث كانت ترتسم البسمة على وجوه الأطفال والكبار والصغار على حد سواء، ما شكل مساحة للفرح والإستمتاع والضحك بمزج منوع وشيق من عروض محلية ودولية.

 

كما عكس المهرجان التطور الكبير والإبداع للفرق المحلية في أداء وإستثمار فنون السيرك والقدرة على المنافسة ومجاراة الفرق الإقليمية والدولية، إلى جانب فرض إستخدام السيرك كأداة ثقافية وفنية ليس فقط بكونها وسيلة للترفيه وإسعاد الناس بل ولنقل رسالة الحرية من فلسطين إلى العالم.

وكانت سلطات الاحتلال قد عرقلت بعض العروض ضمن مهرجان سيرك فلسطين؛ خاصة منعها دخول أعضاء من مدرسة سيرك فلسطين إلى مدينة القدس لأداء عرض "سراب" في مسرح الحكواتي، في ثاني أيام المهرجان، ضمن نهجها المتعمد لتشويش الحياة الثقافية والفنية في المدينة وسلخها عن محيطها الفلسطيني.

 

كذلك تم في وقت سابق إلغاء عرض "سوشيال" لمدرسة سيرك نابلس ضمن جولة العروض المقررة في مركز إسعاد الطفولة في مدينة الخليل، بسبب اعتراض بعض الجهات المتشددة، رغم إلتزام و إحترام العروض للنسيج الديني والإجتماعي الفلسطيني، وبتنسيق مع وزراة التربية والتعليم والبلديات.

 

يُشار إلى أن مدرسة سيرك فلسطين، مؤسسة غير ربحية، تأسست في العام 2006، وتسعى إلى إبراز حق الشعب الفلسطيني للعيش بأمل وكرامة ضمن حياة ثقافية وفنية نشطة، مع تعزيز الوعي بالإمكانات الإبداعية للفلسطينيين رغم الإحتلال. وتُعنى المدرسة بتعليم وتطوير فنون السيرك في فلسطين. تقوم المدرسة سنوياً بتدريب أكثر من 230 طالبا، فيما أنتجت 8 عروض سيرك خلال 12 سنة، لأكثر من 130 آلف متفرج محلياً وخارجياً.