تشعرُ الكثيرُ من النساء في مجتمعنا بأنهن بلا رأي ودرجة ثانية بعد الرجل. لذلك تأخذ المرأة برأي شريكها في قراراتها الصغيرة والكبيرة، ليس لأن معرفته أعلى من معرفتها، بل لأنها لا تستطيع مواجهة نتائج القرار أمامه وأمام المجتمع.
لماذا الأخذ برأيه؟
الأخصائية النفسية ومُدرّبة التنمية الذاتية سحر مزهر ردّت ذلك إلى برمجة المرأة منذ نعومة أظفارها على وجوب احترام الرجل وإطاعته قولاً وفعلاً.
وتفرض الكثير من الأُسر العربية على الفتاة أن تخدم أخاها، وتهيئ له الجو المريح في البيت. كما أنه بالنسبة لهم صائب في أفعاله وأقواله دائمًا. وعندما تتزوّج، تصبح بسبب هذه الممارسات، في الدرجة الثانية وزوجها في الدرجة الأولى.
إنّ هذا الظلم الواقع من المرأة على المرأة نفسها في مجتمعنا، ناهيك عن المعاملة السيئة والتفرقة الواضحة لصالح الشاب على حساب شقيقته في التعليم، وفي المعاملة، وفي المال، وفي الراحة، شكّل لديها تشويشًا في المفهوم الذاتي عن نفسها، كما قالت مزهر.
عندئذٍ، لن يكون اتخاذ أي قرار مهما بلغ حجمه بالأمر السهل عليها، لِما ترسّخ في ذهنها من اعتقادات تؤكّد ضعف قدرتها مقابل قدرة الرجل.
ونتيجةً لهذه البرمجة المشوّهة، نلاحظها تأخذ رأي شريكها في كل صغيرة وكبيرة وتطلب دعمه أيضًا. بالمقابل، لا يُلغي ذلك أهمية مشاورته ومشاركته في عالم العلاقات المتوازنة والصحية، ولا يُعدّ سلوكًا خاطئًا.
لقاء ذلك، عليها الموازنة بين احترامها لذاتها واحترامها له ولمكانته في عالمها، شريطة أن يكون لها قراراتها وحدها، بحسب الأخصائية مزهر.
تقدير ذاتها قبل كل شيء
طالبت مزهر كل امرأة بالتوقف عن ظلم نفسها والتقليل من شأنها، ودعتها للمطالبة بحقوقها والتمسك بها، واحترام ذاتها قبل كل شيء، كي يثق بها الآخرون تلقائيًا.
ولا بد من السعي وراء مساواتها العادلة مع الرجل، كلٌّ حسب دوره وإمكاناته، وبدء تطبيق هذه المساواة من المنزل، بدءًا من الأمّ المسؤولة عن التفضيل بين الذكر والأنثى في الأُسرة.