وحراك مشترك لمطالبة مجلس الأمن بالتحقيق في الجريمة

ردود الأفعال في الأردن ولبنان على جريمة إحراق الرضيع "دوابشة"

الرضيع-دوابشة
حجم الخط

بدأت القيادة الفلسطينية تحركا مشتركا مع الأردن في مجلس الأمن لطلب لجنة تحقيق دولية في جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة الفلسطينية في قرية دوما جنوب نابلس على يد مجموعة ارهابية يهودية.

وأدت الجريمة الى مقتل الرضيع علي دوابشة حرقا واصابة والديه وشقيقه بحروق بالغة حيث قالت صحيفة "هارتس" العبرية أن الحالة العامة للمصابين تتراوح بين صعبة والميؤوس منها.

وقررت القيادة الفلسطينية بدء الإجراءات القانونية لرفع ملف الجريمة التي ارتكبها مستوطنين اليهود بحق عائلة دوابشة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مشيرة إلى أنها طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنشاء آلية دولية خاصة لحماية سكان الأراضي الفلسطينية.

يذكر أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي طالب الجمعة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته حيال هذه الجريمة الإرهابية، والتحرك الفوري واتخاذ الإجراءات الضرورية حيالها.

لجنة أممية للتحقيق

ودعت جامعة الدول العربية اليوم السبت الى تشكيل لجنة أممية للقيام فورا بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحقيق في جريمة مقتل الرضيع علي دوابشة حرقا في قرية دوما بنابلس.

وشددت جامعة الدول العربية في بيان على ضرورة تحديد المسؤولين عنها وتقديم تقريرها إلى الأمين العام ومجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الرادعة والكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني ومساءلة المجرمين.

وقال البيان إن" هذه ليست الجريمة الأولى التي تقوم بها مجموعات متطرفة إرهابية إسرائيلية بارتكاب جرائم القتل والحرق والتدمير وكتابة الشعارات"، مشيرة إلى أنه قد تم حرق الشهيد محمد أبو خضير حيا، وحرق كنيسة "الطابغة" القديمة الشهيرة، والعديد من المنازل ودور العبادة الإسلامية والمسيحية والكتب الدينية.

 

كما أكدت الجامعة العربية أن المجموعات المتطرفة التي أعلنت مسؤوليتها عن الجريمة وضعت شعاراتها وتفتخر بهذه الأعمال الإجرامية، التي تهدف من ورائها إلى ترويع المواطنين وتدمير ممتلكاتهم وصولا إلى تهجيرهم قسرا في عملية تطهير عرقي متكاملة.

وادانت الجامعة العربية في بيانها هذه الجريمة التي تقع في سجل الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مطالبة جميع المؤسسات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان والقانون والطفولة بإرسال وفود إلى الأرض الفلسطينية للوقف الفوري لهذه الجرائم التي تتم ضد حقوق الإنسان وحق تقرير المصير، مع توفير حماية للشعب الفلسطيني من هذا العدوان المستمر.

كما تطرق البيان إلى أهمية وقف الاستيطان تماما وتطبيق القانون الدولي لإنهاء الاستيطان والعمل على قيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.


وفي سياق آخر أدان مجلس النواب الأردني بشدة ما وصفها بـ "الجريمة البشعة" التي نفّذها مستوطنون يهود أمس الجمعة، بإحراق منزل فلسطيني في قرية دوما جنوب نابلس، وما أسفر عن ذلك من استشهاد طفل رضيع حرقاً، وإصابة والديه وشقيقه بحروق خطيرة.

وقال المجلس في بيان صحفي اليوم السبت، "إن الجرائم والغطرسة التي تمارسها "إسرائيل" وقطعان المستوطنين يومياً بحق فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، تكشف بكل وضوح الوجه الحقيقي لإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال القائم على مخالفة كل القوانين والاعراف الدولية والخروج عن القيم الإنسانية وحقوق الانسان وتعطيل ورفض أي جهد قد يفضي إلى تحقيق الأمن والسلام في فلسطين والمنطقة"، وفق قوله.

ودعا الحكومات والبرلمانات العربية والدولية وسائر المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان إلى "العمل الفوري لوقف الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة، وتقديم الجناة الإسرائيليين من قطعان المستوطنين والمسؤولين إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمتهم على الجرائم التي يرتكبونها باعتبارهم مجرمي حرب"، وفق ما جاء في البيان.

وطالب المجلس باعتبار الحركات الاستيطانية مجموعات إرهابية خارجة على القانون يتوجب إدانتها ووضعها على القوائم الإرهابية المحضورة.

كما دعا الأسرة الدولية كافة إلى توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، والضغط على السلطات الإسرائيلية للعودة إلى طاولة المفاوضات وبحث جميع قضايا الوضع النهائي، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن استعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، حسب البيان.
 

وفي لبنان عم الغضب مخيمات شعبنا الفلسطيني، استنكارا لجريمة حرق المستوطنين الإسرائيليين الطفل الرضيع علي الدوابشة .
ورفعت اللافتات والرايات السوداء داخل أحياء وأزقة المخيمات حدادا على استشهاد الرضيع دوابشة، وانطلقت المسيرات العارمة ونظمت الاعتصامات داخل المخيمات التي طالبت بحماية دولية لشعبنا ومحاكمة المتورطين بالجريمة.
كما طالب المشاركون في المسيرات والاعتصامات بتأمين الحماية الدولية ووضع حد للممارسات العنصرية التي ينفذها المتطرفون الإسرائيليون بدعم ورعاية من حكومتهم .
من جهتها، أدانت الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان جريمة المستوطنين الإسرائيليين بحق عائلة دوابشة، وحملت الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها.

 

واستنكرت شخصيات وفعاليات رسمية وشعبية لبنانية، جريمة إحراق الطفل الرضيع علي دوابشة وأسرته، وهم أحياء، التي نفذها مستوطنون إسرائيليون أمس الجمعة.
وفي هذا الصدد، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أن 'لا ثقافة إنسانية ولا يوجد دين سماوي يدعو إلى قتل الأطفال وحرقهم'.
وقال، في بيان صادر عنه، إن الغاية من هذه الأفعال هي 'إرهاب الفلسطينيين أصحاب الأرض والوطن والحق وتهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم لإقامة المستوطنات على أنقاضها'، مضيفا أن 'الجثة المحترقة للطفل الشهيد الرضيع تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يسكت على جرائم إسرائيل'.
من جهته، دعا المؤتمر الشعبي اللبناني، مجلس الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية والخروج بقرارات داعمة لسياسة القيادة الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الجريمة هي نتاج طبيعي للتحريض العنصري الذي تمارسه إسرائيل.
واستنكر الوزير اللبناني السابق فيصل عمر كرامي الجريمة الشنعاء، وقال: 'علي الدوابشة، الطفل الذي أحرقه المستوطنون، ليس ابن عائلة فلسطينية تقيم في نابلس فقط، بل هو ابن كل بيت عربي شريف'.
كما أدانت رابطة الشغيلة اللبنانية حرق الرضيع علي دوابشة على أيدي المستوطنين، مطالبة بتحرك عربي داعم للشعب والقيادة الفلسطينية في المواجهة التي تشهدها أرض فلسطين .