تخبط إسرائيلي غير مسبوق بعد يومٍ واحد فقط من فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي نجاح في العدوان الذي شنّته على قطاع غزّة، وعدم مقدرته على وقف الرشقات الصاروخية التي أطلقتها المقاومة على مدار يومين متتاليين من التصعيد في القطاع.
الفشل والتخبط الإسرائيلي ترجمه استقالة وزير الدفاع أفغدور ليبرمان، الذي أعلن اليوم الأربعاء، استقالته من منصبه، مؤكداً على أنّ حكومة إسرائيل أظهرت انبطاحاً غير عادي أمام غزّة، ولم ترد على إطلاق 500 صاورخ من غزّة، وفق قوله.
خلافات إسرائيلية
قال المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر: إنّ استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي جاءت لأسبابٍ تراكمية في الوسط السياسي الإسرائيلي دفعته لاتخاذ هذا القرار اليوم.
ورأى المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، أنّ الاستقالة جاءت نتيجة الفشل الاستخباراتي الأمني والعسكري الذي لحق بإسرائيل، وسوء إدارة الحرب في قطاع غزّة، بالإضافة إلى التعامل مع النتائج على الأرض.
وبيّن أبو عامر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ السبب الرئيسي للاستقالة هو الخلاف الحاد بين ليبرمان ونتنياهو بشأن مسألة التعامل مع غزّة، موضحاً أنّ ليبرمان يُريد توجيه ضربة قوية لغزّة، في حين يرى نتنياهو أنّه لا فائدة منها ولا تخدم مصالح الأمن الإسرائيلي.
واعتبر عوض، أن من بين الأسباب حالة الصراع الحزبي داخل الوسط الإسرائيلي والمستوى السياسي والعسكري، مُشيراً إلى أنّ ليبرمان شعر بالتجاهل داخل المؤسسة الأمنية والسياسية، عدا عن توجيه الاتهامات له بأنّه لم يقدم خطة للتعامل مع قطاع غزّة.
وقال أبو عامر: إنّ "ما دفع ليبرمان لتقديم الاستقالة أيضاً هو فشل العملية العسكرية أمس في قطاع غزّة، والخلافات الحادة بين وزراء الكابينت الإسرائيلي وعدم اتفاقهم على قرار بشأن التعامل مع غزّة، ما أدى في نهاية المطاف إلى الموافقة على التهدئة بوساطة مصرية وأممية.
وأوضح عوض، أنّ ليبرمان أراد إيصال رسالة لجمهوره في إسرائيل بأنّ الهدف من استقالته هو إشعار الجميع بأنه حريص على مصلحة إسرائيل، بالإضافة إلى إظهار نفسه بدور الضحية.
كما اعتقد أبو عامر، أنّ الاستقالة تُمثل عامل ضغط على بنيامين نتنياهو لتغيير سياساته تجاه قطاع غزّة، مضيفاً "نحن بانتظار الأيام القادمة لأنها ستحكم على ذلك".
زلزال إسرائيلي
توقع عوض، أنّ إسرائيل ستشهد زلزالاً سياسياً خلال الأيام القادمة، من خلال الدعوة لانتخابات مبكرة، بالإضافة إلى جدل في الوسط السياسي والأمني الإسرائيلي.
وقال أبو عامر: إنّ "ليبرمان يُمثل قطاعاً معيناً من الجمهور الإسرائيلي، وسيكون هذا الجزء غاضباً من القرار، وبالتالي فإنّ ليبرمان أخلى يده من المسؤولية بشأن الأوضاع في قطاع غزّة".
ونوه عوض، إلى أنّ الاستقالة ستهز صورة إسرائيل أمام كثير من الدول العربية التي تسير على طريق التطبيع، متسائلاً: "إذا فشل ليبرمان في التعامل مع غزة، فكيف سيتعامل مع إيران؟!".
وختم أبو عامر، بالقول: "من الناحية العملية قدم ليبرمان انتصاراً كبيراً لحركة حماس باعتبار أنّ الانشقاق السياسي يؤكد حالة الهزيمة داخل المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي ليبرمان لا يريد تحمل نتائج الفشل في التعامل مع غزّة".
يُذكر أنّ طائرات الاحتلال الحربية شنّت على مدار اليومين الماضيين، غارات على أهداف عديدة في قطاع غزّة، بعد بدء عملية عسكرية اقتحمت خلالها قوة إسرائيلية شرق خانيونس واغتالت عناصر من القسام، ما أدى لارتقاء 7 شهداء جراء الاقتحام، و7 آخرين بفعل القصف على المواقع المدنية.