تسلّم قائد حركة حماس في قطاع غزّة، يحيى السنوار، مساء أمس الجمعة، سلاح اغتنمته كتائب القسام من قوة إسرائيلية اقتحمت شرق خانيونس جنوب قطاع غزّة، لزرع أجهزة تصنت في مناطق مختلف من المدينة، والتي أسفرت عن استشهاد 7 مقاومين، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.
ونقل السنوار عن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، قوله: إنّ "المعركة الكبرى مع الاحتلال الإسرائيلي أصبحت وشيكة، وإنّ المواجهة الأخيرة التي استمرت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، كانت فصائل المقاومة ستفرط في استخدام قوتها حال ارتكب الاحتلال أي حماقة، وإنّ الرشقة الصاروخية الأولى التي ستضرب تل أبيب ستفاجئ العالم.
رسائل واضحة
قال المحلل السياسي طلال عوكل: إنّ "خطاب السنوار في حفل تأبين شهداء خانيونس، عكسَ مدى الانسجام بين المستويين السياسي والعسكري، وأيضاً نشوة الشعور بالانتصار.
من جهته، رأى المحلل السياسي مأمون أبو عامر، أنّ خطاب السنوار في مجمله عاطفي، وأنّ ما يقال في الخطابات العاطفية يُعبر عن رغبات جمهور كثير أكثر من المواقف الرسمية.
وأوضح عوكل، خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّه وجه رسالة للجانب الإسرائيلي ستجعله يُفكر قبل أن يشّن بعدوان آخر على قطاع غزّة، وأنّ المقاومة في حالة جيدة جداً، بالإضافة إلى أنّها أفشلت العملية العسكرية شرق خانيونس والعدوان الأخير على القطاع، والتأكيد على أنّ المقاومة تمتلك إمكانيات ستفاجئ إسرائيل.
وبيّن أبو عامر، لـ"خبر"، أنّ الخطاب مشحون بالعاطفة الجياشة ويحمل رسالة تهديد للاحتلال وإشارة واضحة إلى أنّ المقاومة على أهبة الاستعداد، وفي حالة جهوزية تامة، وسترد بقوة على أي عدوان إسرائيلي.
مشاركة الوفد المصري
قال عوكل: إنّ "حضور الوفد المصري في حفل تأبين شهداء القسام، يؤكد ضرورة الحفاظ على الهدوء والانضباط وعدم تقديم أي مبرر أو ذريعة لإسرائيل لارتكاب حماقة، مُشيراً إلى أنّ إسرائيل الجريحة، لا أحد يأمن محاولتها استرداد جزء من هيبتها.
وعتقد أبو عامر، أنّ المصريين يشعرون بالإحباط من الجانب الإسرائيلي، نتيجة اختراق التهدئة التي تابعتها مصر، وبالتالي جاء حضور الوفد المصري إلى حفل الشهداء الذي تسبب الاحتلال بقتلهم.
واعتبر عوكل، أنّ زيارة الوفد المصري شرق خانيونس تُدلل على إدانة مصر للسلوك الإسرائيلي، وتحميلها مسؤولية تدهور الأوضاع، والالتفاف على دورها بملف التهدئة، مُبيّناً أنّها وجهت رسالتين، الأولى التضامن مع أهالي الشهداء، والثانية إدانة إسرائيل.
ولفت أبو عامر، إلى أنّ مشاركة الوفد المصري تحمل في طياتها رسالة إيجابية لحركة حماس، مفادها أنّ مصر تقدر إلتزام الحركة بما تم التوافق عليه، وأنّها لم تتجاوز حدود المواجهة نحو التصعيد.
المشهد المقبل
دعا عوكل الفلسطينيين إلى الحذر الشديد، وذلك بعد فشل الاحتلال في التصعيد الأخير، والذي أحدث زلزالاً داخل إسرائيل،عنوانه أنّ الحكومة اليمينية مهددة.
وأوضح عوكل، لـ"خبر"، أنّ الموقف الإسرائيلي منقسم إلى تيارين الأول يُحرض على معالجة قطاع غزة من خلال العدوان وهذا يأخذ طابع شعبي، وأثبت ذلك مظاهرات للمستوطنين، والثاني هو تيار نتنياهو الذي مازال متمسكاً بمسار التهدئة.
وأكد عوكل، على وجود فرصة حقيقية لتعميق الوحدة التي ظهرت خلال عدوان إسرائيل على قطاع غزة، من خلال إنجاح المصالحة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ خطاب الرئيس، وتصريحات مركزية "فتح" حملت مؤشرات إيجابية تُدلل على إمكانية اختراق الملف مجدداً.
رسائل الخطاب
رأى أبو عامر، أنّ الخطاب أكد على أنّ المعركة الأخيرة كانت محدودة، وأنّه في حال حاولت إسرائيل تصعيد الموقف، فإنّ المعركة ستمتد إلى مناطق أبعد، وهذا الأمر ترجمه الانضباط والتدرج الذي تمتعت به المقاومة، والحفاظ على الاندفاع بأي سلوك غير محسوب.
وبيّن أنّ الخطاب وجه رسالة للجمهور الفلسطيني بأنّ المقاومة انتصرت، وهذا الأمر حاول السنوار تأكيده من خلال امتشاق سلاح ضابط إسرائيلي قُتل في العملية الأمنية شرق خانيونس، والتأكيد أيضاً على يقظة المقاومة بغزّة.
واعتبر أبو عامر، أنّ السنوار خاطب السلطة مفادها بأنّ المقاومة موحدة نحو الاحتلال، من خلال غرفة العمليات المشتركة التي كانت تدير العملية، وأيضاً وجه رسالة إيجابية لحركة فتح، دعاها لأنّ تلتحم بحالة الوفاق الوطني، للاتفاق على خط وطني موحد لمواجهة الاحتلال والتصدي لمؤامراته.
واقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مساء الأحد الماضي، شرق خانيونس جنوب قطاع غزّة، واغتالت القيادي بكتائب القسام نور بركة ومرافقه، وبعد اكتشاف أمر القوة من قبل المقاومة، تم محاصرتها والاشتباك معها، حيث اضطر الاحتلال لإدخال سلاح الجو لإنقاذ قوته، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 7 مقاومين وإصابة آخرين، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.
كما أطلقت المقاومة قذيفة "كورنيت" عصر اليوم التالي لاقتحام شرق خانيونس، صوب حافلة نقل جنود من قرب الحدود الشمالية لقطاع غزّة، ما أدى لمصرع جندي وإصابة آخر، عدا عن إطلاق رشقات صاروخية صوب مستوطنات غلاف القطاع.
يُشار إلى أنّ طائرات الاحتلال الحربية شنّت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، غارات على أهداف مختلفة في قطاع غزّة، ما أدى لارتقاء 7 شهداء وإصابة 26 آخرين.