أحييت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، والأمم المتحدة، ووزارة خارجية المملكة، امس، في بيت الأمم المتحدة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بفعالية خطابية حاشدة.
حضر الفعالية: السفراء العرب المعتمدون لدى البحرين، وعدد من سفراء الدول الصديقة على راسهم سفراء: ايطاليا، وروسيا، وتركيا، وأعضاء مجلسي نواب وشورى، وشخصيات رسمية واعتبارية بحرينية وعدد من ابناء الجالية الفلسطينية.
وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير وحيد مبارك سيار، في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، دعم البحرين الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتاريخية غير القابلة للتصرف، وان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق يعكس اهتمام الأمم المتحدة والتزامها الراسخ بتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة أسوةً بباقي شعوب العالم.
وأضاف السفير سيار، أن رسالة وزير خارجية مملكة البحرين التي وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، أكد فيها موقف مملكة البحرين الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وجدد فيها دعم مملكة البحرين الدائم بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتاريخية غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقًا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والتي جدد فيها التذكير بمسؤولية المجتمع الدولي تجاه هذا الشعب وقضيته العادلة وضرورة حلها، وخاصة بعد أن بلغت معاناته حدًا غير مسبوق يستوجب الوقوف معه في محنته التي طال أمدها، ويحمل استمرارها تهديدًا خطيراً على الاستقرار والسلم ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على المستوى الدولي بشكل عام.
وأضاف: "ان تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار إسرائيل في سياساتها المرفوضة بتهجير الفلسطينيين واستخدام القوة المفرطة وغير المبررة ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات غير الشرعية وغيرها من الممارسات الخطيرة، تمثل انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومعاهدات جنيف، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل للتوقف فورا عن تلك الممارسات وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
بدوره قال المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في مملكة البحرين، أمين الشرقاوي: نحتفل باليوم العالي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقلوبنا يعتصرها الألم لاستمرار معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف: إنه على مر العقود دعمت مملكة البحرين القضية الفلسطينية، وأعطتها الأولوية باعتبارها قضية عربية رئيسية. وأن الحكومة البحرينية أكدت وعلى أعلى المستويات، موقف المملكة الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة. ولعبت المنظمات البحرينية كالمنظمة الخيرية الملكية، ولا تزال تلعب، دورًا إنسانيًا أساسيًا في تقديم الإغاثة والمساعدات للشعب الفلسطيني في غزة من خلال مشاريع كبيرة تقوم بها تحمل اسم البحرين.
وأضاف انه ومع أهمية تلك الجهود، إلا أن هذه القضية يجب معالجتها على المستوى السياسي.
وقال: أود أن أغتنم هذه الفرصة لأطلعكم على مقتطفات من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو جوتيريس، بهذه المناسبة. فمنذ أكثر من أربعين عاما خصصت الجمعية العامة يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني نتذكر فيه مهمتنا الجماعية وهى إيجاد حل للقضية الفلسطينية. فعلى مر العقود، أصبحت القضية إحدى أكثر التحديات المستعصية بالنسبة الى المجتمع الدولي، ونحن فقط نعرف جيدا نتائجها المأساوية.
وأضاف: ان عمليات الهدم والاستمرار في التوسع الاستيطاني غير القانوني وبناء المستوطنات والإخلاء القسري والإجراءات العقابية الجماعية لن تجلب السلام، والسلام لن يأتي من خلال العنف والتحريض، فهذه الخطوات الأحادية أيضا لن تحل النزاع وقضايا الوضع النهائي .
ونقل الشرقاوي عن الامين العام قوله: إن الخيار لتحقيق سلام شامل وعادل هو السبيل الوحيد لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. منوهاً ان الأمين العام يدعو المجتمع الدولي إلى تكاثف أفعالة ومشاركته، ويؤكد من جديد التزامه بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين في الوصول الى حل الدولتين.
وفى نهاية كلمته أكد ان الأمم المتحدة لن تتوانى عن التزامها تجاه الشعب الفلسطيني. وقال: دعونا في هذا اليوم العالمي للتضامن أن نؤكد من جديد التزامنا بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وبناء مستقبل يسوده السلام والعدالة والأمن والكرامة للجميع .
من جانبه نقل سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، للحضور تحيات سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، لوقوفهم وتضامنهم في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني.
وقال: إن هذا اليوم الذي يحييه العالم ما هو إلا تأكيد للحق الشرعي والقانوني للفلسطينيين في ارضهم وتذكير لشعوب الارض بأن هناك شعبا فلسطينيا عربيا له جذوره الراسخة في هذه الأرض منذ آلاف السنين حيث يعتبر الشعب الفلسطيني هذا اليوم منعطفا هاماً ومحطة تاريخية في مسيرة نضاله في الوطن والشتات للوصول الى إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وخاطب السفير عارف سفراء الدول الشقيقة والصديقة الحضور قائلا: ان شعبنا يتطلع إلى دولكم الموقرة للوقوف كما عهدناكم دوما دعماً للحق الفلسطيني وللعدالة الإنسانية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ولعدالة قضيتنا الفلسطينية، مضيفاً: إن وقوفكم بجانب الحق الفلسطيني هو لمصلحة السلام والاستقرار ليس لفلسطين فحسب إنما لكل دول المنطقة والعالم، حيث ان شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى دول العالم أجمع من أجل إنصافه لإزالة الاحتلال عن كاهل آخر دولة في العالم أرضها ما زالت محتلة.
وأوضح أن الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية والرئيس ترمب وسياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تجدي نفعا ولن تكسر ارادة الشعب الفلسطيني أو تلغي حقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. فالقدس والحفاظ عليها وعلى ثوابت الشعب الفلسطيني وعلى رأسها قضية اللاجئين وحقهم بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية اهم بكثير لنا كشعب فلسطيني من العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية التي تمارس شتى العقوبات والضغوطات على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لتمرير مشروع صفقة القرن والذي وصفته القيادة الفلسطينية بصفقة العار.
وثمن السفير دور الدول الراعية والمتبنية لمشاريع القرارات الفلسطينية نحو تحقيق حلم شعبنا بالحرية والاستقلال، داعياً في ذات الوقت باقي الدول في هذا العالم الحر أن تحذو حذو هذه الدول الداعمة لحقوقنا غير القابلة للتصرف والتصويت لصالح الشعب والقيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها مما يعزز تمسكنا بالحل السلمي السياسي والدبلوماسي للصراع وكذلك اهمية دور هذه الدول الداعم لفلسطين في الدفاع عن المقدسات المسيحية والاسلامية.
وأكد السفير أن القدس هي مسؤولية كل عربي ومسلم وكل أحرار العالم أجمع، وأن موضوع الشهداء والأسرى خط أحمر لا إدارة ترمب ولا أي جهة أيا كانت تستطيع الضغط علينا في هذه القضية فالشهداء الذين استشهدوا وروت دماؤهم ارض فلسطين هم الاكرم منا جميعاً، واخواننا الأسرى ستشرق عليهم شمس الحرية قريباً، وان لا أمن ولا استقرار ولا سلام إلا بزوال الاحتلال الاسرائيلي من أرضنا الفلسطينية.
كما توجه بالتحية والشكر والتقدير إلى ملك مملكة البحرين وحكومتها الرشيدة ووزير الخارجية الشيخ خالد آل خليفة على ما يقدمونه من دعم لشعبنا الفلسطيني، ولفلسطين في كافة المحافل الاقليمية والدولية .