تُجبر الأوضاع الاقتصادية السيئة المواطنين في قطاع غزّة على التكيف مع الواقع الذي يمر به القطاع، حيث تحاول بعض العائلات خاصة المتعففة التأقلم مع انعدام الدخل في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عاماً، وفرض السلطة خصومات على رواتب موظفيها في القطاع.
وأدى سوء الأحوال الاقتصادية إلى تدهور الحركة الشرائية ما أثر بالسلب على التجار وأصحاب المحال، ما دفع بعضهم لإطلاق العروض التي تجذب الزبائن وتُخفف قدر الإمكان من العبئ المعيشي وتكاليفه المرتفعة.
الحاجة "أم إسماعيل" أرادت أنّ تُحضر ذات ليلة العشاء لأبنائها البالغ عددهم 6 أشخاص، لكّن هذه المرة ولأنّها ليلة يوم خميس، ذهبت لإحضار وجبات الفلافل لهم كون سعرها في متناول الجميع، لكّنها رأت بالصدفة يافطة كُتب عليها "فطيرة الشاورما" بـ"3" شيقل فقط، إلا أنّ تدني السعر جعلها في حيرة من أمرها وشكك بشأن مدى جودتها ونظافة الطعام.
"أم إسماعيل" قالت لمراسل وكالة "خبر": إنّ "سعر الفطيرة بحسب ما أسماها صاحب المطعم، أشعرها بالذهول لكنّها وجدت أنّ الفطيرة ذات الثلاثة شواقل تتمتع بمذاق شهي، على الرغم من قلقها من السعر وإمكانية انخفاض الجودة في بادئ الأمر، خاصة أنّ السعر المعروف لها هو 8 شواقل".
فيما عبّر أحد المصطفين على باب المطعم عن غضبه من المدة الزمنية التي استغرقها للحصول على عشاء أسرته، والتي بلغت أكثر من 30 دقيقة، مُشيراً إلى أنّه دائم الشراء من المطعم بسبب مراعاة سعره للأوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزّة.
الوزن والجودة
مراسل وكالة "خبر" اشترى فطيرة من ذات المطعم بسعر 3 شواقل كأي زبون عادي، وقام بوزن كمية اللحوم المتواجدة بداخلها في أحد محال البقالة المجاورة، ليتبيّن أنّ وزن الشاورما بداخل الفطيرة حوالي 70 غرام، علماً أنّ وزارة الاقتصاد وضعت السعر الأقصى لـ"الفرشوحة" 10 شواقل على أنّ تحتوي بداخلها على 150غرام من اللحمة.
وقال بلال أبو هاني، وهو أحد أصحاب محال الشاورما في جنوب القطاع: إنّه "قرر من قبيل مراعاة ظروف المواطنين الإعلان عن وجبة جديدة تحت مسمى "فطيرة" وبسعر 3 شواقل فقط، بالتزامن مع انخفاض أسعار الدواجن في الآونة الأخيرة".
وأكد على أنّ الجودة لم تختلف بانخفاض السعر، حيث تُعتبر "الفطيرة" منافسة لـ"الفرشوحة" التي تُباع بسعر 8 أو 10 شواقل، موضحاً أنّ انخفاض أسعار الدواجن دفعه لإيجاد هذه الفكرة، وأنّه بارتفاع أسعارها سيسعى قدر الإمكان الحفاظ على سعرها الحالي.
مراقبة الجهات المختصة
قال رئيس قسم حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد، محمد العبادلة: إنّ "الوزارة تُراقب كافة المطاعم بالتعاون مع وزارة الصحة، وهيئة المطاعم لفحص وزن الشاورما داخل الفرشوحة، والتي حددت الوزارة سعرها بـ8 شواقل وألا يقل وزن الشاورما بداخلها عن 150 غرام، وألا يقل يزيد سعر الساندويش عن 5 شواقل بحيث يحتوي بداخله على ما لا يقل عن 90 غرام من اللحمة".
وأضاف العبادلة لمراسل "خبر"، أنّ تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزّة دفع بأصحاب المطاعم والمحال التجارية إلى تخفيض الأسعار والإعلان عن عروضات مختلفة، وذلك بسبب ضعف حركة البيع.
وبيّن أنّ الوزارة تُراقب باستمرار المطاعم التي أعلنت عن تخفيض أسعارها للتأكد من تناسب الوزن لسعر البيع، على الرغم من أنّ بعض المطاعم خفضت أسعارها وفي مقابل ذلك خفضت وزن اللحوم بداخل وجباتها.
وشدّد العبادلة، على أنّ الجهات المختصة بوزارتي الاقتصاد والصحة تُراقب باستمرار جودة اللحوم، وتُشرف على نظافة المحال والمطاعم من أجل التأكد من مطابقتها للمعايير الصحية، بهدف حماية المستهلك وألا يكون عرضةً للغش.