تشهد الأراضي الفلسطينية حالة من التوتر في محافظات الضفة الغربية، عقب اغتيال الاحتلال المطاردين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي، بعد ملاحقة استمرت أكثر من 9 أسابيع بتهمة تنفيذ عمليات أدت لمقتل جنود إسرائيليين برام الله.
مراقبون اعتبروا أنّ التصعيد الحالي يتحمل مسؤوليته الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيح مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، ويُطارد الشبان ويعتقلهم بتهم واهية، مُشيرين إلى أنّ استمرار التصعيد قد يؤدي إلى للانفجار الكامل.
التهدئة والتصعيد
قال الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات: إنّ "استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وحالة العقاب الجماعي والاعتقالات والمداهمات اليومية والإعدامات الميدانية، سيؤدي بكل تأكيد إلى تصعيد الأوضاع في مواجهة الجيش الإسرائيلي".
فيما رأى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، د. أحمد رفيق عوض، أن الأوضاع الحالية تتخذ منحى التهدئة، وليس التصعيد، وذلك بسبب الانقسام الفلسطيني، والضغوط الإقليمية التي تسعى إلى عدم تدحرجها.
وبيّن عريقات، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أنّ غضب الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه بلغ ذروته، لذلك ربما تقود حالة الغضب الحالية إلى هبة وانتفاضة مستمرة، تتناسب طرديًا مع حجم معاناة الفلسطينيين وارتكاب إسرائيل لجرائم الحرب.
في حين، لفت عوض، إلى أنّ الأمور ستتجه إلى المزيد من حالة الهدوء، نظراً لأنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى بأنّه لا داعي لتفجير الأوضاع في الضفة، وتحقيق أهداف سياسية لنتنياهو، وبالتالي استبعد خيار التصعيد.
اجتماع الكابينت
أوضح عريقات، أنّ الاجتماعات الإسرائيلية على مدار الأعوام السابقة تتنافس على قتل الفسطينيين، متوقعاً أنّ يصدر عن هذا الاجتماع تصرفات غير حكيمة، وعدم تغيير موقفها من الوضع الفلسطيني.
واعتقد عوض، أنّ الكابينت سيحاول احتواء الأوضاع في الضفة وعدم تبني خيار المواجهة، مستبعداً خيار التصعيد لأنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنّه لا جدوى من تفجير الأوضاع في الضفة.
وأضاف عريقات: "التصعيد سيد الموقف بالنسبة للقيادة الإسرائيلية في ظل رأس الحكم نتنياهو، وبالتالي هذا الاجتماع سينتج عنه مزيد من العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما تحدث به نتنياهو بصراحة، حينما قال في تصريحات سابقة: "اهدموا البيوت خلال 24"، لذلك من الممكن أنّ ينتج عن اجتماع الكابينت المزيد من تصعيد الأوضاع".
ونوه عوض، إلى أنّ أحد الأسباب التي تؤكد استبعاد خيار التصعيد، هو أنّه يخدم نتنياهو ووزرائه، بالإضافة إلى الضغط الإقليمي والدولي الذي يؤكد أنّه لا داعي لتفجير الوضع في الضفة الغربية.
واعتبر عريقات أن الفلسطينيين وصلوا إلى قناعة بأنه لا يمكن استمرار الصمت على سياسة الأمر الواقع التي تريد تثبيتها إسرائيل، واستمرار حالة التصدي لكل إجراءات القمع الإسرائيلية.