في الوقت الذي تستحوذ فيه المرأة التونسية على نصيب الأسد في الحقوق والمناصب، التي لم تسبقها إليها كثير من شقيقاتها في الدول العربية، أثارت إشادة رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي، الأخيرة، بالمرأة القطرية، التي استطاعت أن تحصل على كامل حقوقها بحسب البرازيلية غابرييلا كويفاس بارون، تساؤلات عما وصلت إليه المرأة القطرية.
قالت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي، البرازيلية غابرييلا كويفاس بارون، الاثنين الماضي، خلال زيارتها إلى قطر، إن القوانين والتشريعات القطرية أعطت المرأة كامل حقوقها، وفتحت لها مجالات الإبداع والوصول إلى المناصب القيادية في مختلف مناحي الحياة.
رئيسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية، مريم بنت عبد الله العطية، من جانبها قالت إن الاهتمام بتعليم المرأة كان البوابة الرئيسة لتمكين المرأة القطرية، واقتحامها لمجالات مثل التربية والطيران والهندسة والطب والقانون والشؤون الدولية والشريعة والإعلام والآداب والفنون والعلوم التطبيقية بمختلف أنواعها، لافتة في تقرير للجنة، حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، إلى أن المرأة في قطر مازالت تتوسع في نطاق التخصصات التي تدرسها لتثري بها الدولة في مجالات واسعة تنافس وتواكب بها مجريات العصر.
وتحتفل قطر في 8 مارس/ آذار من كل عام بيوم المرأة، والإنجازات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي تَتَحقق على أيدي النساء.
وأوضحت رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن عدد الإناث الملتحقات بالتعليم العالي تضاعف في السنوات الأخيرة، وتجاوز ضعف عدد الذكور إذ بلغ عدد الخريجين في العام 2014، "1261" خريجاً، منهم " 988" من الإناث و"273" من الذكور، وأشارت العطية إلى أن خطوات تمكين المرأة القطرية، بدأت منذ عام 2003 بتعيين شيخة المحمود أول وزيرة للتعليم وأول سيدة قطرية في الحكومة، وبعدها تعيين الدكتورة شيخة عبدالله المسند رئيساً لجامعة قطر، ثم اختيار غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني وزيرة للصحة، ومن وقتها اقتحمت المرأة مجالات مثل وزارة العدل، حيث مريم عبدالله الجابر أول وكيل نيابة على مستوى الخليج في سابقة اعتبرت أيضا الأولى من نوعها على مستوى دول المنطقة.
ونافست المرأة القطرية الرجل بقوة في العمل الدبلوماسي، بحسب تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، حيث بدأت
الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني كأول سفيرة، بالعمل في منصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف ثم أصبحت المندوب الدائم لدولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وبحسب احصائيات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، تتجاوز نسبة النساء القطريات في أماكن العمل الـ %37 في الفئة العمرية من 25 إلى 29 سنة، وتزداد هذه النسبة إلى 49 % في الفئات العمرية من 30 إلى 34 سنة، كما تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن تمثيل المرأة القطرية في مناصب صنع القرار يتخطى حاجز ال30% في الوقت الحالي.
ودخلت المرأة القطرية مجلس الشورى لأول مرة بموجب قرار أميري في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، بتعيين 28 عضواً جديداً في مجلس الشورى، بينهم 4 سيدات.
وعن مشاركة القطريات في المجالات الثقافية والإعلامية، كشف تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن قطر تبدي اهتمامًا ملحوظاً بشتى مناحي الحياة الثقافية كإنشاء المكتبات والمتاحف والمسارح ومراكز الفنون، ودعم دور النشر والمجلات الثقافية وتنظيم عشرات المهرجانات والفعاليات الثقافية والرياضية والاجتماعية على مدار السنة.
وذكر التقرير أن عدد الكاتبات القطريات يزيد على 70 كاتبة حيث شاركت خمس أديبات قطريات منهن شاعرة بنشر أعمال جديدة في معرض قطر للكتاب عام 2017. وتعمل عشرات النساء القطريات في مجال الإعلام، والتمثيل، والمسرح، والفن التشكيلي، وغير ذلك من الفنون.