تطرق الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية يوني بن مناجيم، إلى وسائل وإجراءات أمنية وعسكرية يستخدمها الاحتلال لوقف سلسلة "الهجمات الفلسطينية" الأخيرة في الضفة الغربية.
وقال بن مناجيم في مقاله على موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة إن "إسرائيل تحاول وقف سلسلة الهجمات الفلسطينية الأخيرة في الضفة الغربية من خلال سلسلة من الإجراءات الأمنية والعسكرية، سواء بصورة انفرادية من قواتها وأجهزتها الاستخبارية، أو بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية".
وبين بن مناحيم أن الإجراءات الإسرائيلية تبدأ بوحدات المستعربين المنتشرة في الضفة الغربية، حيث قام جهاز الأمن العام "الشاباك" من خلالها بتصفية منفذ العملية الأخيرة صالح البرغوثي، واعتقال عدد من أفراد الخلية ذاتها التابعة لحماس، حيث تمكن الجيش من إدخال إحدى وحدات المستعربين لمدينة رام الله، واعتقال عدد من أفراد عائلة البرغوثي".
وأضاف أن "الأسلوب الثاني يتمثل بالتعاون الأمني بين الشاباك والأجهزة الأمنية الفلسطينية، فرغم العمل الميداني الذي قام به الجيش الإسرائيلي في داخل مناطق "أ" بالضفة الغربية في الأيام الأخيرة، فإن التنسيق الأمني لم يتضرر بين الجانبين".
وأوضح بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن "الأسلوب الثالث هو استخدام كاميرات المراقبة المنتشرة في مناطق الضفة الغربية كافة، حيث بات الجيش يحصل على معلومات أمنية كبيرة من هذه الكاميرات، خاصة المثبتة في عشرات المحال التجارية، في رصد المركبات التي يستخدمها منفذو العمليات الأخيرة، وقد صادر الجيش الكاميرات الخاصة بوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأكد أنه "في أعقاب ما توفره هذه الكاميرات من معلومات خطيرة، فقد بدأت حماس حملة إعلامية ضد هذه الكاميرات في شبكات التواصل، وتوزيع منشورات جماهيرية من أجل حث الفلسطينيين على حرف مسار كاميراتهم عن الشوارع العامة، حتى لا يستفيد منها الجيش في رصد تحركات المسلحين، لأنهم يعتبرون هذه الكاميرات سكينا تطعنهم في ظهورهم".
وأشار إلى أن "الأسلوب الرابع يتمثل في الاستخدام الإسرائيلي لشبكات التواصل الاجتماعي، من خلال أجهزتها الأمنية والجيش والشاباك والموساد، الذين يستخدمون مستعربين إلكترونيين ينشطون عبر مواقع التواصل في الفيسبوك وتويتر بأسماء مستعارة، وينشرون بوستات وتغريدات هدفها الإيقاع بين الفصائل الفلسطينية، وتوسيع الفجوة بين حماس والسلطة الفلسطينية".
وتحدث الكاتب عن "الأسلوب الخامس المتمثل بالعملاء الفلسطينيين مع إسرائيل، فقد وصل الشاباك إلى صالح البرغوثي بعد ساعات قليلة من قتل أشرف نعالوة منفذ عملية سلفيت منذ شهرين، وقد تحقق هذا الإنجاز الإسرائيلي من خلال استخدام العملاء والجواسيس، ومحاولة تجنيدهم بين الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "بعكس ما هو عليه الحال في قطاع غزة، فإن إسرائيل تسيطر على كامل أرجاء الضفة الغربية، وعلى معابرها، وهي من تصدر تصاريح الدخول والخروج منها وإليها، سواء للعمل أو العلاج، مما يوفر لأجهزتها الأمنية القدرة جمع معلومات أولا بأول عما يحصل داخل الضفة الغربية".
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى "الأسلوب السادس المتعلق باستخدام شبكات السايبر الفائقة الجودة والقدرات التكنولوجية الهائلة، التي تعتبر مصدرا أساسيا في جمع المعلومات الأمنية المطلوبة لمحاربة الهجمات المسلحة، وتبادل هذه المعلومات الواردة عبر هذه التقنيات بين الشاباك الإسرائيلي ونظيره الفلسطيني ضد المنظمات الفلسطينية المسلحة".
وأكد أنه "رغم كل هذه الأساليب الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فإن المنظمات الفلسطينية المسلحة تسعى للتغلب على هذه الإجراءات من أجل تنفيذ المزيد من الهجمات المسلحة من خلال ما يخوضه الجانبان من صراع الأدمغة".