تطرقت صحيفة "يديعوت آحرنوت" في تقرير للمعلق العسكري يوسي يهوشع اليوم الإثنين، إلى "التهديد الأكبر" الذي يعصف بمصير المنظومة العسكرية لدى الاحتلال، متمثلة بالجيش.
وقالت "يديعوت" إن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، "ينفر من المناسبات المغطاة إعلاميا، ومن الإعلانات الدراماتيكية، ولهذا فقد كان يعد خطابه أمس في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا ظهورا نادرا نسبيا، ولعله جزء من بداية النهاية لولايته".
وأضافت أنه "يجدر الانتباه للجمل التي اختتم فيها الخطاب، وتتناول التهديد الاستراتيجي المقلق حقا؛ وهي روح القتال والتطوع"، منوهة إلى أن آيزنكوت يترك لخليفته "في هذه الجبهة إرثا إشكاليا، يتعلق بالانخفاض في الدافعية للخدمة القتالية في أوساط أبناء الشبيبة، إضافة إلى الانخفاض الساحق في دافعية رجال الجيش للتوقيع على الخدمة الدائمة".
ونوهت الصحيفة، إلى أن "الأخيار يفرون من الجيش، وهذه باتت مشكلة أخطر بكثير من بضعة أنفاق أخرى في الشمال وفي الجنوب".
ووفق المعطيات الرسمية، فإن "67 في المئة فقط من أبناء الشبيبة، طلبوا التطوع في الخدمة القتالية"، وفق الصحيفة التي أكدت أن "هذا هو المعدل الأدنى من أي وقت مضى، إضافة للانخفاض الشديد عام 2011، حين بلغ المعدل 79 في المئة".
وأرجعت "يديعوت"، سبب ذلك إلى "أن الكثير من أبناء الشبيبة يفضلون التخلي عن الخدمة كثيرة المطالب، في صالح الخدمة في المنظومة التكنولوجية التي تكسبهم بطاقة دخول مريحة للحياة المدنية، كما تبين أنه حتى من يختار الخدمة القتالية يفضل خدمة قتالية خفيفة، في وحدات مختلفة للبنين والبنات، وبقدر أقل في ألوية المشاة مما في الماضي".
وكشفت أن "أفضل الضباط يتركون الجيش الإسرائيلي، وفي هيئة الأركان يوجد منذ الآن بضعة ألوية يصرخون في المداولات، بأن الجيش يصبح متوسطا، وإن لم نوقف هذا الآن فلن نتمكن من إصلاح هذه المشكلة".
ونوهت إلى أن آيزنكوت، قبل لحظة من اعتزاله، اختار الحديث عن هذا، وقال: "في نهاية المطاف فإن القدرات المتطورة والتفوق أمر هام، وأنا أؤمن بالتقدم، ولكن كل هذا يقوم ويقع على الروح وعلى الإنسان، وعلى الاستعداد للتجند للوحدات القتالية وإبقاء أفضل الاشخاص لتنفيذ المهام". وفق ما نقلته صحيفة عربي 21.
واعتبرت الصحيفة، أن "آيزنكوت لم ينجح في هذه المهام، فروح التطوع للخدمة القتالية، وللخدمة بشكل عام، أصبحت مشكلة إستراتيجية من الدرجة الأولى؛ فالقنبلة الحقيقية ليست القنبلة الإيرانية، بل القوة البشرية في الالتزام الدائم".
وأشارت إلى أن هناك "مسألة هامة أخرى نشأت عن خطاب آيزنكوت أمس، تتعلق بحملة "درع الشمال"، ووفق ما تحدث به، فإن معظم مسارات أنفاق حزب الله تم العثور عليها، ويدور الحديث عن أربعة أنفاق حتى الآن"، معتبرة أن "هذا يدخل الحدث في التوازن المناسب، ويثبت بأن وزير الأمن المستقيل أفيغدور ليبرمان والوزير يئير لبيد كانا محقين، ولم يكن أي سبب يدعو لترك الإسرائيليين في الجنوب لمصيرهم في صالح هذه المهامة".