طالب أحمد عباس رمضان سفير دولة فلسطين فى سلطنة عمان المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته وردع الاحتلال الاسرائيلى من مواصلة جرائمه عبر جنوده ومستوطنيه الذين يمارسون كل يوم حوادث القتل والتدمير واستهداف الانسان الفلسطيني وممتلكاته، وأوضح أن قتل الطفل على سعيد دوابشه الاسبوع الماضى ووالده الذى لحق به يوم أمس نتيجه حادث الحرق الذى تعرض له منزل عائله الدوابشة فجر الجمعة فى الاسبوع الماضي، يأتى ضمن الجرائم المستمرة ضد الفلسطينين.
وقال أن تلك الممارسات نهج سارت عليه اسرائيل منذ قيامها فى استهداف البشر والحجر وكل ما هو فلسطيني، وقبل انشاءها من خلال العصابات التى نفذت العديد من المجازر التى يندى لها جبين الانسانية فيما العالم يكتفى فقط بالتنديد والترحم على الاموات، وهذا ما يجعل هذا الكيان فوق القانون الدولى وخارج المسائلة ويحظي للأسف بدعم وغطاء من دعاة حقوق الانسان والديمقراطية فى العالم أنه لتناقض عجيب.
وأضاف أن شعبنا يواجه رصاص الاحتلال بصدوره العاري على مدى التاريخ، أملاً فى ان يفيق العالم وتتشكل لديه قناعات أكبر أن الاحتلال يمارس أبغض الوسائل وأسوء الطرق وأقذر المواقف، فى التعامل مع الصامدين على ارضهم الذين يرفضون التنازل عنها.
وأوضح عباس أن الادانات التى صدرت من حكومة السلطنة وجمعيتي الصحفيين والكتاب والادباء، تمثل المواقف الناصعة التي عرفها الشعب الفلسطيني عن السلطنة ومؤسساتها والتى طالبت المجتمع الدولى بحماية المدنيين ووضع منظومة لتنفيذ تلك الآلية واستنكرت المجازر وحثت مجلس الأمن والمجتمع الدولى بضرورة أن يكون هناك ملجأ وغطأ يحمى هذا الشعب من بطش جنود الاحتلال ومستوطنيه المسعورين.
وتابع أن الانسان الفلسطيني ينتظر النتائج من المواقف التى تبنتها الأسرة الدولية فلم تعد الإدانات والاستنكارات تجدى مع هكذا محتل، يحتاج إلى أن يري النتائج على الواقع.
وأشار إلى أن ١٩٣ دولة فى العالم تخضع للقانون والاعراف الدولية باستثناء دولة واحدة خارج هذا القانون، انها اسرائيل فهى الوحيدة فى التاريخ تضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وهذا ما يجعلها تتصرف فوق الجميع، وهذا ما ساعد جنودها ومستوطنيها أن يقتلوا بدم بارد الانسان الفلسطيني فمنذ المجازر الأولى لها من قبل قيامها وبعد قيامها لم يستطع المجتمع الدولى أن يحاكم جندياً أو مستوطناً اسرائيلياً واحداً على مدار التاريخ رغم الادلة الدامغة والقرائن التى تدينهم.
لذلك اعتقد أن على المجتمع الدولى ومؤسساته دوراً أكبر خلال المرحلة المقبلة فى ردع آخر المستعمرين على كوكب الأرض، ودعم فلسطين كآخر الدول التى تتعرض للاستعمار على هذا الكوكب، وأن يدرك أن حمل اسرائيل على الانخراط فى مشاريع السلام يحفظها ويحفظ المنطقة والشرق الأوسط والعالم من ويلات الحروب والتناحر من أجل حماية المدنيين اولاً ودعم التنمية ثانياً وتماسك الدول فى الشرق الأوسط ثالثاً، فالقضية الفلسطينية هى محور السلام فى العالم وليس المنطقة فقط .
وأكد السفير الفلسطيني أن العالم بدأ مؤخراً يقتنع بأن على اسرائيل مسئولية كبرى فى حماية الفلسطينين وضرورة انهاء ما تمارسه عليهم من احتلال بغيض ومنح فلسطين فرصة الحياة من خلال توقيع اتفاق سلام يضمن العيش الكريم لابناء فلسطين إلى جانب اسرائيل، وقد شهد المجتمع الدولى حراكاً خلال السنوات الأخيرة خاصة فى الاعتراف بفلسطين كدولة قبل عامين، وهذا يدعم بناء توجهات جديدة لكنها غير كافية للوصول إلى الاستقلال التام.
وأشار السفير عباس أن هناك قرار من مجلس الزمن يطلق عليه حل الدولتين، وقد مددنا ايدينا لانجاح هذا الحل ادراكاً وايماناً منا بأهمية التعايش مع اسرائيل كجارة فى المستقبل، إلا أن التسويف والمماطلة وإدارة المفاوضات والتهرب من الاستحقاقات والمراوغة وعدم الجدية من الاحتلال اضاع أكثر من ٢٠ عاماً من عمر القضية في المفاوضات غير المجدية، نظراً لعدم جدية الطرف الآخر والأن اسرائيل غير جادة فأن العالم بدأت تتشكل له صورة أخرى عنها وهى تصفيه حل الدولتين وإنهاء القضية الفلسطينية، فيما وافق الفلسطينيون بعد التنازلات الكبيرة إلى حدود ٦٧ ليبقى لهم ٢٢٪ من ارضهم التاريخية، وحتى هذه المساحة لا ترغب اسرائيل فى منحها لابناء فلسطين لقيام دولتهم, وقد عبر الرئيس محمود عباس مراراً عن هذا الأمر، بأننا لن نيأس من الوصول إلى الاستقلال وسنبقى نطالب بذلك ومن بعدنا الاجيال القادمة.
وأشار عباس أن الفلسطينين لديهم القدرة المذهلة على الصبر فمنذ ٧٠ عاماً تقريباً وهم يعانون من ويلات الحتلال والتآمر الدولى عليهم، ستبقى الاجيال القادمة تستحضر القضية دون التفريط فيها، ولن تنسي تلك الاجيال حقها إذا كانت اسرائيل تراهن على ذلك, وسنبقى نطارد الاحتلال فى المنظمات الدولية على ما ارتكبه من حماقات وتصفيات لابناء الشعب الفلسطيني، والتى كان أخرها العدوان على غزة صيف العام الماضى الذى راح ضحيته أكثر من الفين مدنى وحروبها فى الضفة والخليل ورام الله والتى كان وقودها الاطفال والنساء وآخرها عائلة الدوابشة التى قتلت بدم بارد.
وأكد أن السلام أحد ثوابت الحكومة الفلسطينية وليس الاستسلام ونتحداهم أن ينخرطوا معنا فى السلام، فهم يتحدون الفلسطيينين والمجتمع الدولى بالسلاح الفتاك والنووى الذى يغض الطرف عنه، فمازلنا نقول لهم أن كنتم ترغبون فى السلام فالقيادة الفلسطينية ترحب بذلك ، وإذا كنتم خلاف ذلك فهذه مشكلتكم، وعليكم أن تستفيدوا من تجارب التاريخ وأن تقراؤه جيداً فجنوب ا فريقيا وقف العالم ضدها نظراً لممارستها العنصرية على ابناء ذلك البلد، وانتم لا تختلفون ابداً عن ذلك النهج فإن حكام جنوب افريقيا العنصرية اليوم قد كنسهم التاريخ.