أعرب سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي عيسى قسيسية عن تقدير دولة فلسطين، للبابا فرنسيس لمساعيه المتوالية للاتصال ببلدان العالم العربي والإسلامي، في سبيل إرساء أسس الأخوّة الإنسانية الشاملة.
وقال السفير قسيسية، في رسالة للبابا فرنسيس، " إننا لواثقون بأن الرسالة التي تحملونها إلى بلداننا كافة سوف تأتي بالثمار المرجوة للغرب والشرق".
وتابع: "في هذه المناسبة، أود أن أقول، بصفتي سفيرًا لدولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، إني أعرف تمام المعرفة أن قداستكم تحملون الاهتمام نفسه لفلسطين والقدس وشعبها في (المحنة الكبرى) التي ما زلنا نعاني منها منذ أكثر من سبعين عاما، وفي هذا السياق، أود أن أؤكد أن استقرار العالم العربي والعلاقات بين الشرق والغرب متوقفة بقدر كبير على استقرار فلسطين ومستقبل القدس فيها، وذلك على مستوى كل الشعوب العربية، ولو اختلفت مواقف بعض الحكومات في المنطقة، بسبب ضغوط السياسة العالمية.
وتابع: "إننا في (محنتنا الكبرى) نثق ثقة خاصة بشخصكم الكريم وبالكرسي الرسولي، لأنكم على خلاف أصحاب السلطان في العالم، ترون العدل وتسعون للسير في طرقه وترسيخه في النفوس وفي أرض الواقع".
وأردف السفير قسيسية: "يعيش الشعب الفلسطيني اليوم ومنذ عشرات السنين تحت ظلم كبير تفرضه علينا دولة إسرائيل، والسبب الوحيد هو أننا فلسطينيون، وأننا وُجِدنا، وما زلنا موجودين في بلدنا وفي أراضينا وبيوتنا، هذا هو السبب الوحيد الأساسي الذي من أجله ما زالت إسرائيل تحرمنا حريتنا واستقلالنا، وأما من جهتها، فإن الأسرة الدولية، تقف عاجزة، ولا تجرؤ على تطبيق الشرعية الدولية على إسرائيل ولا حتى على تنفيذ قراراتها المتخذة في منظمة الأمم المتحدة بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وقال: "كل ما نريد، شعباً ودولة، هو أن يُسمَح لنا بأن نوجَد، وأن نعيش في أرضنا متمتعين بحريتنا واستقلالنا مثل كل شعوب الأرض."
وجدد السفير قسيسية تحيته وتقديره للبابا فرنسيس لمساعيه النبيلة في سبل الإنسانية كافة، راجيا أن يستمر في جهوده "لتتحول المدينة المقدسة من مدينة حرب وموت، كما هي الآن، إلى مدينة المصالحة والأخوة الإنسانية".
وأضاف: "أقدم لقداستكم أجمل الأماني، بصفتي سفيرًا لدولة فلسطين وبصفتي مسيحيّاً من القدس، باقياً مع البقية الصغيرة الباقية فيها، والمصممة على عدم مغادرة أرض يسوع المسيح، مهما كان الثمن، سواء مظلومين أم ناعمين بالحرية والكرامة التي منحنا إياها خالق الكون."