ميرا فرج " الغريب .. "

ميرا رياض فرج
حجم الخط

صَرْخَةٌ عَبَّرَتْ عَن مَشاعِرِها الفائِضة ..

صَرْخَةٌ صَدَحَتْ وأُخْرِجَت بَعْدَ عَناءٍ إِثْرَ هَذِهِ البَحَّة المُرْهقة ...

صَرْخَةٌ لَفَتتْ انْتِباهَ شَخْصٍ بادَلَها هذِهِ الصَّرْخَةِ غَيْرُ مُنْتَبِهَةً بِأَنَّهُ يَفْهَمُ تِلْكَ الهَائِجة

يُّهَ النَّهْرَ اسْمَعنِي واسْمَعْ تَفاصيلَ لَحْنٍ قَدْ عُزِفَ مِنْ خِلالِ نَبَضاتِ قَلبي المُتَنَهِّدة ..

وَ أَيَّتُها السَّماءَ اشْهَدي عَلَى هذِهِ الدُموعِ المُتَمَرِّدة

وَأَيُّها الغَريبُ فَالتَنْسى هَذا الوَجْهَ الباكِي بِغَزارة

يا أَيُّهَ النَّسيمُ تَعالَ لِتُداعِبَ هَذِهِ الخُصلاتِ الكَستنائِيّة ..

يا أَيُّهَ الغَريبُ تَعالَ لِتَسمو فَوْقَ فِكْرِ هَذِهِ البَريئة

يا أَيُّهَ النَّسيمُ احْمِل مَعَكَ النَّدَى وَخاطِب تِلْكَ الفَتاةِ الحَزينة !!

ارْمي عَلَيْها بَعْضَاً مِنَ الزُّهورِ حَتَّى تَبْتَهِج وَ حَتَّى أَرى تِلْكَ الضِّحْكَةِ الزَّهِيَّة

دَعيني اوصِلْكِ الى جَحيمِكِ حَتَّى لا تَضيعي بَيْنَ هَذِهِ الظُّلُماتِ الحَالِكة

دَعيني أُنَوِّرَ هذا الطَريقَ لَكِ حَتَّى لا تَذْهَبي بِدونِ قَصدٍ للهاوَية

يا أَيَّهَ الصَّلْبُ ارْحَمْها فَهِي لَمْ يَعُد بِمَقْدورِها المُقاوَمة

يا أَيُّهَ القَمَرُ ابْعَث سلامِي لِأُمِّي الَّتي اخذْتَها مِنّي دونَ أَنْ تَطْلُبَ مِنِّي .. أَنا أَتوقُ لِلسَّعادة

بَعْدَ كُلِّ هَذا العذابَ ألا تَسْتَحِقُّ هذه الفتاة الباهتة

أَلا تَسْتَحِقُّ بَعضَ الحُبِّ ؟ أَلا تَسْتَحِقُّ القَليلَ مِنَ النَّشْوة ؟!

مَنْ هذا ؟ مَنْ هذا الواهِنُ الَّذي أَسْقَطَ تِلْك الدُّموع المُنْبَلِجة