كشفت رسائل في البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة الخارجية الأمريكية، عن ضغوطات مارستها كلينتون لصالح مجموعات مؤيدة لـ “إسرائيل”، وضد جماعات أوروبية مؤيدة للقضية الفلسطينية.
وقال موقع "ميدل ايست مونيتور" ان حملة التضامن الأسكتلندية مع فلسطين (SPSC)، كانت أبرز الجهات التي حاولت كلينتون الضغط عليها وتعطيل أعمالها، حيث نشطت هذه الحملة في منع نشاطات الفنانين المدعومين من حكومة الاحتلال في بلادهم، كما أفشلوا مشاركة هذه الفرق الفنية في واحد من أشهر المهرجانات في العالم.
ووفقًا للكاتبة إيفون ريدلي، فإن كلينتون ظلت تعمل ضد الحملة الاسكتلندية دون أن تدري الأخيرة بما يجري ضدها، في حين كانت (SPSC) وغيرها تعمل في السنوات العشر الأخيرة على رفع مستوى الوعي العام، والضغط لتعطيل نشاطات الفرق الفنية التي تمولها “تل أبيب”، مقابل السماح بظهور فرق إسرائيلية أخرى لا تدعمها الحكومة في فعاليات فنية وثقافية مختلفة.
وأضافت الكاتبة، أن (SPSC) علمت هذا الأسبوع بمدى قوة حملاته، بعد الكشف عن ضغط كلينتون على منظمي مهرجان سينمائي لقبول الدعم المالي من “إسرائيل”، وتطرق صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أيضًا إلى نشاطات الحملة في السنوات الأخيرة، والتي أبقت الفرق المسرحية التي ترعاها دولة الاحتلال بعيدة عن العاصمة الاسكتلندية.
ويقول رئيس الحملة ميك نابيير، إن الأخبار حول رسائل كلينتون أدهشتهم، فالرسائل التي لم تكن سترى النور تؤكد قدرتهم على تغيير الأمور، رغم أن نجاح نشاطاتهم مازال طي الكتمان حتى الآن، مضيفًا، “لم يكن لدينا فكرة أن هذا كان يجري ولاء الكواليس”.
وقدم نابيير مذكرة إلى الحكومة الاسكتلندية مطالبًا بمقاومة مثل هذه الضغوطات، “يمكننا القول الآن أن أدنبرة (عاصمة اسكتلندا) مناهضة للفصل العنصري، ويمكن القول يومًا بأن الحملة الاسكتلندية للتضامن مع فلسطين لعبت دورها في النضال ضد الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية”.
ويشير الموقع، إلى أن مهرجان أدنبرة الذي أثار كل هذا الجدل نظم بعد بضعة أشهر فقط من العدوان على قطاع غزة عام 2008، وقد أدى هذا العدوان لاستشهاد أكثر من 1400 فلسطيني على يد قوات الاحتلال، أكثر من ربعهم من النساء والأطفال.
من جانبها، تقول صوفيا ماكلويد من حملة “أوقفوا الصندوق القومي اليهودي في بريطانيا”، إن جانبا رئيسيا من المقاطعة هو أن تكون “إسرائيل” على علم بأن هناك ثمن لجرائما ضد الفلسطينيين، كما أنها تهدف لوضع حد لتواطؤ دول مثل بريطانيا في تلك الجرائم.
وأضافت، أن “إسرائيل” وقبل 12 شهرًا بالضبط قتلت وشوهت وشردت آلاف الفلسطينيين، كما أنها تواصل انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل يومي، معتبرة فشل ضغوطات كلينتون في وقف حركة المقاطعة العالمية (BDS) يمثل دفعة معنوية للفلسطينيين.
ودعت الاسكتلنديين وجميع المناضلين من أجل العدالة لمضاعفة جهودهم لوضع حد لهذه الانتهاكات، مؤكدة على ضرورة التصعيد في جميع أنحاء العالم حتى تعترف “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وقالت، “ببساطة تحتاج إسرائيل إلى الامتثال لمبادئ القانون الدولي”.