تحت أشعة الشمس الساطعة تقف على خطوط تماس ملعب فلسطين بمدينة غزّة، تراقب ميريهان الخالدي تحركات اللاعبين لتلتقط الصورة المناسبة بكاميراتها البسيطة، فتتحرك يمينًا ويسارًا كخلية نحل في أرجاء الملعب بحثًا عن الصورة التي تُميزها عن المصورين الرياضيين.
فمن مشجعة كانت عواطفها تسبقها أثناء متابعتها للمباريات منذ الصغر إلى صحافية رياضية تصنع من نفسها رويدًا رويدًا رُغم أنّها لم تبلغ العشرين من عمرها، في ظل قلة أعداد الفتيات الراغبات في خوض عمل الصحافة الرياضية الغزيّة، حتى أصبحت حكرًا على الذكور فقط بسبب للعادات والتقاليد.
الخالدي والتي غلب عليها حب وشغف الالتحاق بتخصص الإعلام خاصة الرياضي، رغم أنّ رغبة والديها لها بدراسة كلية الحقوق، إلا أنّ إصرارها المستمر جعلها تلتحق بقسم الإعلام في جامعة الأزهر بغزّة، لتبدأ بذلك أولى خطواتها في غمار حلمها.
وبدأت ميريهان عملها في التغطية الإعلامية الرياضية في أول فصل جامعي لها، عن طريق إنشاء صفحة لها على تطبيق "الانتسغرام" لتستغلها في نشر الأخبار الرياضية على المستوى المحلي والعالمي.
متابعتها الرياضية بشكلٍ مستمر جعلها تلفت أنظار الإعلاميين، ليتواصل معها موقع إخبارية رياضية لطلبها للعمل في نشر الأخبار الرياضية، حتى التحقت في موقع رياضي فلسطيني ما مكّنها من النزول للملاعب للتصوير وإجراء المقابلات مع اللاعبين.
الثقة التي منح لها الموقع الرياضي والدعم العائلي، إلى جانب قدرتها على المواكبة الإعلامية الرياضية في كافة الدرجات المحلية، جعل منها نموذجاً يحتذى بها على لسان الإعلاميين الرياضيين الغزّيين، وتتويجًا لهذا الجهد أصبحت عضوًا في لجنة الإعلام الفلسطيني للاتحاد الرياضي والتي لم تصل إليه فتاة في هذا العمر بأول موسم رياضي وفق قولها.
جملة من الصعوبات التي واجهتها، تمثلت في العائق المادي، حيث إنّ الموقع لا يُغطي لها القدر المطلوب من المال، ما يجعلها تدخر جزءًا من مصروفها الجامعي لمساعدتها في تغطية الاحداث الرياضية، ومن جهة اخرى صغر بعد العدسة التي تمتلكها لا يُساعدها في التقاط الصور البعيدة داخل الملعب.
ورُغم ذلك تطمح ميريهان في الوصول للعالمية في مجال الإعلام الرياضي، خصوصاً مع المؤسسات الإعلامية الرياضية العالمية، داعيًة الجهات المختصة إلى أنّ تدعم مشوارها في الوصول لما تطمح إلى تحقيقه.