أكد مدير مكتب منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو، على أن مستويات الفقر والحرمان في قطاع غزة لا مثيل لها في تاريخ البشرية الحديث، وأن الضرورة ملحة لتغيير نوعية وظروف الحياة التي يعاني ويلاتها سكان قطاع غزة عقب 12 عامًا من الحصار.
جاء التقرير عقب زيارة بعثة تقصي الحقائق المبتعثة من قبل منظمة العمل الدولية لقطاع غزة على مدار يومين، وذلك لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة عام 1967، برئاسة نائب المدير الإقليمي فرانك هغمان، ومدير فريق العمل اللائق للدعم الفني للدول العربية للمنظمة في بيروت، حيث اجتمعت بممثلين عن اتحاد نقابات عمال فلسطين والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص والعمال وصندوق الضمان الاجتماعي.
واستمعت البعثة الأممية لشروحات حول الانتهاكات المرتكبة بحق العمال الفلسطينيين والعاملات، وما آلت إليه الظروف الاقتصادية والاجتماعية في غزة.
وطالب سلامة أبو زعيتر من اتحاد النقابات منظمة العمل الدولية "بمواصلة دعمها المعتاد والمقدر لقضايا العمال في فلسطين، موضحا أن نسب البطالة سجلت ارتفاعا هذا العام بنسبة 7% عن العام الماضي، ولامس معدل البطالة حد الـــ (74%) بين الشباب، و(78%) بين الإناث".
كما عرض ممثل قطاع العاملين في وكالة الغوث الدولية معاناتهم فيها أمام البعثة، بقوله: "أن أزمة العاملين في الأونروا المتجسدة بقرارات فصل العمال، تؤرق أولئك العمال وعائلاتهم على مدار الساعة، طالبا مساعدتهم للبقاء في وظائفهم.
وقدم عدد من المشاركين في الجلسة مداخلات كثيرة حول مشاكل عمال القطاع الحكومي المتمثلة في التقاعد المبكر، والتقاعد المالي، وخاصة في القطاع الصحي.
ومن جانبها، عرضت اعتماد أبو جلالة من دائرة المرأة والنوع الاجتماعي في الاتحاد العام للنقابات العديد من النماذج المجسدة لانتهاكات متعددة بحق النساء العاملات في المحافظات الجنوبية، والتي تتضمن عدم منحن حقهن من الحد الأدنى للأجور والمعاملة الفظة والقاسية والعمل لساعات طويلة دون احتساب ساعات العمل الإضافية، وحرمانهن من إجازة الأمومة وساعة الرضاعة وساعة الراحة اليومية، وخوف العاملات من أصحاب العمل ومنعهن من الانتساب للنقابات، منوهة إلى أن دائرة المرأة نفذت حملة العمل اللائق والحق في التنظيم النقابي، للتعرف عن قرب على معاناتهن.
وطالبت أبو جلالة بتكثيف البرامج المساهمة في تثقيف النساء العاملات وإعادة تفعيل دور النقابات العمالية، وتحسين شروط وظروف العمل.
كما تحدث علي نسمان وهو عامل في مصنع كرتون بمدينة غزة حول عمله الذي يمضي خلاله ساعات طويلة تصل الى 12 ساعة بأجر زهيد وحرمانه من التعامل مع النقابة، وأن الظروف القهرية دفعته للمشاركة في الحراك الشعبي "بدنا نعيش" للمطالبة بحياة كريمة.
يشار، إلى أن البعثة باشرت عملها في الأراضي الفلسطينية في الحادي عشر من مارس الجاري، وضمت في عضويتها كلا من: ستيفن كابسوس رئيس وحدة التحليل الإحصائي، والمختصة بالمعايير القانونية كاترين لانديوت، وقنسطنطينوس باباداكس خبير الحوار الاجتماعي، ومسؤولة البرامج في مكتب القدس رشا الشرفا، ومدير مكتب منظمة العمل الدولية في قطاع غزة رشيد الرزي.