وسط أجواء مبهجة وأنغام الموسيقى التراثية الأصيلة يحتضن المسرح الوطني الفلسطيني في القدس إبداعات وطاقات فرق فنية راقصة جاءت لتحيي ليالي مهرجان (القدس للفنون الشعبية) الذي بدأ الليلة الماضية ويستمر لثلاث أيام قادمة.
استهل المهرجان أولى أمسياته مساء الجمعة بعرض لفرقتي (نهاوند للمواهب الشابة) و(نبع التراث المقدسية).
واختار مدرب فرقة (نهاوند للمواهب الشابة) أن يبدأ عرضه باسكتش مسرحي يوضح فيه الفرق بين الرقص على أغاني التراث الفلسطيني الأصيل ورقصات أخرى لا علاقة لها بالتراث.
وبعد دخول الفرقة وهي ترتدي ملابس لا تعكس زي التراث الفلسطيني على وقع أغاني لبنانية بدأ احد الراقصين بالصراخ طاردا الفرقة من على خشبة المسرح قبل ان تعود مرة اخرى بلباس من التراث الفلسطيني على وقع أغاني فلسطينية.
وصرّح أسامة أبو لالة مدرب الفرقة بعد العرض "أردت أن أوضح للجمهور الفرق بين رقص التراث الفلسطيني والرقص الاخر."
وتضم فرقة نهاوند للمواهب الشابة التي تأسست في 2009 في حواري القدس القديمة ما يزيد على 60 راقصا وراقصة من أعمار مختلفة.
ويتحدث هيثم جدة المدير التنفيذي للفرقة عن نشأتها قائلا "قبل ست سنوات بدأنا في البلدة القديمة في القدس على تشكيل فرقة فنية هدفها المحافظة على تراث المدينة ومحاربة تهويدها."
ويضيف قائلا "نسعى اليوم لتكون لدينا مدرسة تجمع هذه المواهب وتعمل على تطويرها وفتح المجال لها للمشاركة في المهرجانات المحلية والخارجية."
وقدمت فرقة (نبع التراث المقدسية) التي ارتدى المشاركون فيها الزي الفلسطيني المطرز العديد من اللوحات الفنية الراقصة على وقع أغاني التراث الفلسطيني.
وقالت الفرقة في نشرة للتعريف بها أنها تأسست في 2008 "بجهود نخبة مميزة من خيرة شباب وصبايا القدس مساهمة منها في الدفاع وحماية موروثنا الثقافي والتراث الفلسطيني عموما والمقدسي بشكل خاص."
ويرى القائمون على المهرجان الذي ينظمه مركز يبوس الثقافي بدعم من الاتحاد الاوروبي ومؤسسات تعاون انه "فعلا كفاحيا يتصدى لعوامل الإماتة والتغييب والمحور."
وتضيف نشرة حول المهرجان أنه "في ظل هجمة منتظمة تتسارع وتيرتها ضد كل ما هو فلسطيني ينتمي الى جذر هذه الامة وتراب هذا الوطن وتراث هذا الشعب رأينا أن يكون لفرق الفن الشعبي الفلسطيني مهرجان يؤكد حضورها الناصع."
وقالت رانيا إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي الذي ينظم هذا المهرجان الذي يقام للمرة الاولى "هذا الجهد جزء من مشروع كبير نطمح من خلاله إلى تأسيس مدرسة للرقص الشعبي في المدينة المقدسة."
وأضافت في ختام العرض "الحضور اللافت لفئة الشباب لهذا المهرجان يؤكد مدى حاجة الشباب وتعطشهم لهذا الفن في المدينة المقدسة."
وأوضحت رانيا أن مركز يبوس الثقافي يسعى إلى فتح آفاق أخرى أمام الشباب المقدسي للحفاظ على هويتهم وتراثهم من خلال مجموعة من البرامج منها تنظيم زيارات للقرى المهجرة في مدينة القدس والتقاط صور لها وتنظيم معارض لهذه الصور إضافة إلى إتاحة المجال لاقامة معارض فنية لعدد من الفنانين الشباب."
وقالت "كنا نستعد لإقامة هذا المهرجان نهاية العام الماضي وتأجل افتتاحه لأكثر من سبب والتي كان آخرها الطقس العاصف الذي اجتاح المدينة ولكن كان لدينا الإصرار والتصميمم على إقامته."
وفي كلمة قصيرة له في حفل الافتتاح ًصرّح جون روتر ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين إن الاتحاد قدم الدعم لهذا المهرجان لإيمانه بأهميته في الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني.
وتمتد عروض المهرجان حتى الثالث من مارس اذار المقبل يتخللها أمسية خاصة للفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنه ستقدم خلالها عرضا تراثيا خاصا بعنوان يا (ستي)