صاروخٌ واحد كان كفيلاً بطمس فرحة فتاة كانت تنتظر أن تُزفّ لعريسها يوم غدٍ الجمعةَ، فدائماً ما تُدمر طائرات الموت "الإسرائيلية" أحلام أبناء غزّة البائسة.
لعنة الصاروخ لم تُخيّم على العروس بمفردها؛ بل وصلت شقيقها الأكبر الذي لاحقه حزن الدمار حتى طرحه على سرير المشفى بجلطةٍ حادة في قدمه.
من فوق ركامِ بيتها المدمر ودمعاتٍ يذرفها قلبٌ مكسور ورضوض جسمٍ تواريها الثياب، تحدثت الحاجة أم هاني الحويطي، عن تدمير آلة الحرب "الإسرائيلية" في رمشةِ عينٍ أحلام عائلة بأكملها بعد قصف منزلها وفقدان كل ما بداخله بما في ذلك "تحضيرات الفرح".
وقالت أم هاني، لمراسل وكالة "خبر": "كان من المقرر أن تُزّف ابنتي لعريسها يوم غدٍ الجمعة، لكّن طائرات الاحتلال دمرت بيتنا بالكامل"، مُشيرةً إلى أنّ تدمير المنزل أدى لإصابة نجلها الأكبر بجلطة حادة، حزناً على البيت وفقدان "تجهيزات حفل شقيقته".
وأكدت على أنّ الاحتلال لم يترك لهم مجالاً للهروب من المنزل، حيث جاءهم الاتصال بضرورة مغادرة البيت بشكلٍ فوري.
وتشنّ طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ الإثنين الماضي غارات متواصلة على مناطق مختلفة في قطاع غزّة، كان من بينها تدمير مقار شركات وهدم مبانِ سكنية، وذلك في إطار سعيها المتواصل لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية في القطاع المحاصر.
يُذكر أنّ جمهورية مصر العربية تُجري منذ أشهر مباحثات مكثفة مع فصائل المقاومة في غزّة من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، لمنع التصعيد الشامل في ظل تهديدات "إسرائيل" بشنّ حرب واسعة ضد القطاع الذي تُحاصره منذ أكثر من "13" عاماً.